شهد الاستعراض الشعبي لتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية إقبالا جماهيريا كثيفا في سهرة أسطورية عاشتها عاصمة الزيانيين،على وقع أنغام فلكلورية أصيلة زادتها إثارة لوحات فنية شكلتها أنامل مبدعين أبحروا في عمق الذاكرة الحضارية الإسلامية،ليقتطفوا من عطائها جواهر وشواهد حية تعكس أثر الحضارة الإسلامية على الإنسانية في العلم والتاريخ والأدب والفن،وحتى في المعاملات الإنسانية . ارتأت وزيرة الثقافة أن يسبق الافتتاح الرسمي لتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية،افتتاح شعبي كبير،يبقى راسخا في ذاكرة التلمسانيين وضيوف عاصمة الزيانيين،وأشرفت بصورة شخصية على مقاسمة الجماهير الحاضرة فرحة ومتعة الانجذاب إلى الإبداع في طبق يختزل لك فيه كل الحضارة وكل الرجال الذين تعاقبوا بفعالية وأثروا الحضارة الإسلامية بعبقرية . كل الأنظار كانت متجهة وتعلقت بذهول باللوحات الجد مهمة التي كانت تحمل دلالات حضارية وتاريخية،حيث عدة مواضيع تجسدت في شكل مجسمات فنية تعكس الإرث الثقافي الإسلامي المادي وغير المادي عبر التاريخ،وعراقة الحضارة الإسلامية من خلال الفن العمراني الإسلامي،والاختراعات والابتكارات في عدة ميادين العلم والمعرفة على غرار الطب والفزياء والرياضيات والفلك والتأكيد على مدى تأثيرها على الإنسانية من خلال 22 مركبة مزينة بشكل يسطع بالإيحاء، حيث المركبة الأولى تجسد الكعبة الشريفة حاملة شعار،بعد بسم الله الرحمن الرحيم''إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين''، والمسجد الأقصى حاضر في المركبة الثانية تحت شعار''سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وتحمل المركبة الثالثة خارطة الدول الإسلامية تحت شعار ''اليوم أتممت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا .'' وتجسد المركبة الرابعة علم الفلك والفضاء تحت شعار ''وكل في فلك يسبحون، في حين المركبة الخامسة والسادسة والسابعة تحمل على التوالي مجسمات العمران في العالم الإسلامي تحت شعار ''تلك القصور البيض حفت بها***حدائق خضر بكرم العنب، والفروسية والأسلحة تحت شعار ما جاء في الحديث الشريف ''الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، إلى جانب الصناعات التقليدية تحت شعار ''عطاء من فيض إلهي .'' وتواصلت الهتافات الشعبية وتعالت الزغاريد كلما مرت شاحنة بلوحات باهرة مع كل من المركبة الثامنة والتاسعة والعاشرة بلوحة العلماء والإلهام والإبداع واللباس التقليدي والفلكلور، ومرت بعد ذلك مركبات عديدة تحمل لوحات الإبحار والسفن ومجالس الموسيقى والغناء والخط والمنمنمات والفتوحات الإسلامية والمساجد وأسماء الله الحسنى والاختراعات، والعلوم الطبية والرياضيات والهندسة والحدائق والنافورات ومجالس الشعر وأخرى تجسد تلمسان وآخر شاحنة حملت الفنانين الذين عكفوا على تجسيد هذه اللوحات . يذكر أن مرور الشاحنات من نقطة البداية من أمام قصر العدالة كانت يتخللها تأدية فرق جزائرية فلكلورية لنغمات ورقصات وأغاني عذبة تبعث في نفوس الحاضرين الارتياح،على غرار فرقة تزيرين ببرج منايل ،وفرقة من دولة الكامرون أدت الفلكلور الكاميروني برقصات إفريقية جميلة، إلى جانب فرقة جيل قناوة من سيدي بلعباس،وفرقة موريطانيا الإسلامية، وفرقة الزرنة بالعاصمة،وفرقة نسمة لولاية المسيلة، وفرقة عشاق سيدي يوسف بتلمسان والفرقة الفلكلورية لعين تموشنت والفرقة الفلكلورية لولاية سطيف، وفرقة ألوان بلادي لتلمسان وعدة فرق فلكلورية قادمة من غرداية وعدة ولايات من الوطن ومن دول عربية وإسلامية على رأسها المغرب . وما تجدر غليه الإشارة فإنه شارك في إنجاز الملحمة التشكيلية المجسمية الفنية نحو 33 فنان مختص في النحت والرسم من خريجي مدرسة الفنون الجميلة وما لا يقل عن 35 حرفي جزائري، إلى جانب 50 فنان أجنبي في مختلف التخصصات و10 أنفوغرافيين جزائريين، وأكثر من 20 تقني جزائري مختص في الإضاءة والمؤثرات البصرية الخاصة ونحو 500 فنان يمثلون مختلف الفرق الفلكلورية التي سترافق موكب الاستعراض في كامل التراب الوطني . وبلغ عدد الفنانين من مطربين وممثلين وراقصين ونحاتين ورسامين وخطاطين وفرق فلكلورية ما لا يقل عن 596 فنان .