التوسيم واسترجاع المياه الجوفية.. أهم مطالب القطاع حاليا استغلال الموارد والإمكانيات المتاحة بوهران لتطوير شعبة الحوامض وسط أجواء دافئة عطرة بروائح الليمون وأنواع البرتقال المختلفة، احتفلت الباهية وهران أول أمس الخميس 22 نوفمبر بالطبعة الأولى لعيد الكليمونتين، وذلك على مستوى الساحة العمومية وسط مدينة مسرغين، التابعة لدائرة بوتليس، التي كانت رائدة في مجال تصدير هذا النوع من الشعب الفلاحية خلال سنوات الستينات، قبل أن تتراجع المساحة المستغلّة من 650 إلى 275 هكتار حاليا بوهران. وقد ارتأت المصالح الفلاحية والغرقة الفلاحية لولاية وهران بالتنسيق مع مصالح بلدية مسرغين تنظيم هذه التظاهرة في طبعتها الأولى بالتزامن مع الانطلاق الرسمي لحملة جني الحوامض لعدّة دوافع، أبرزها: توسيع حقل البرتقال ورد الاعتبار خاصة لشجرة «الكليمونتين»، المعروفة عالميا باسم «الوهرانية»، وهي نوع من الحمضيات تشبه البرتقال، مشتق من المندرين، إلا أنه خال من النوى عكس المندرين. مع العلم أنّها سميت كذلك نسبة لأحد الرهبان، المدعو الأب «كليمون» والذي كان مسؤولا عن الزراعة في ميتم مسرغين، غرب وهران، والذي تحوّل حاليا إلى مركز للتكوين المهني، حيث حصل الأب كليمون رفقة الطبيب وعالم النباتات لوي شارل ترابو على الكليمونتين بتهجين عند قصد شجرة مندرين بفاكهة أخرى، وذلك سنة 1902. مضاعفة الإنتاج مرهون بتوفير التقنيات الحديثة وسبل المعالجة ونظرا لأهمية الحدث، دعا والي وهران، مولود شريفي خلال إشرافه على افتتاح مهرجان الكليمونتين، جميع الفاعلين في القطاع إلى تنظيم يوم دراسي لبحث سبل معالجة المشاكل التي تعوق الممارسين لهذا النشاط وإيجاد حلول لمضاعفة الانتاج، خاصة فيما يتعلّق بالتقنيات الحديثة والمضي قدما في جعل الولاية قطبا للحمضيات والكليمونتين. وقد أرجع المدير الولائي للمصالح الفلاحية بوهران الطاهر قاضي أساب تراجع وتقلص المساحات الزراعية الخاصة بالحمضيات خلال السنوات القليلة الأخيرة إلى شيخوخة الأشجار وتعميرها، وكذا وجود السبخة بالجهة الجنوبية لمنطقة مسرغين، ناهيك عن تسجيل عزوف الشباب عن الاستثمار في المجال الفلاحي. وفي هذا الشأن صرّح بأن مصالحه تستعد لتنظيم حملات تحسيسية لفائدة فلاحي منطقة مسرغين وبوتليليس وتوعيتهم بضرورة الحفاظ على هذا المنتوج والمساهمة في توسيع المساحات الزراعية الخاصة بهذا المنتوج إلى أكثر من 1000 هكتار مستقبلا. تطوير شعبة الحوامض وإنتاج البرتقال خاصّة بمحيط بوتليليس بدورها أكدت رئيسة دائرة بوتليليس فرواني فطيمة على ضرورة محاولة استغلال الموارد والإمكانيات المتاحة بوهران لتطوير شعبة الحوامض وإنتاج البرتقال خاصّة بمحيط بوتليليس، داعية في الوقت نفسه إلى اتخاذ خطوات فعلية لحل أزمة نقص مياه الرى التي يعاني منها القطاع، بسبب تحويل المياه الجوفية والآبار إلى أغراض الشرب والاستخدام المنزلي، خلال تفاقم أزمة المياه على مدى السنوات الماضية. حيث طالبت فرواني بإرجاع المياه الجوفية والآبار إلى القطاع الفلاحي لتعزيز إنتاجيته، لاسيما في ظلّ البحبوحة المائية التي تعيشها وهران بفضل محطات تحلية مياه البحر التي استخلفت المياه الجوفية الأخرى التي كانت تموّن المواطنين، في إشارة منها إلى الموارد المائية الهامّة التي تتواجد بمحيط مسرغين وبوتليليس والرأس الأبيض. تثمين المنتوجات الفلاحية عن طريق نظام التوسيم وفي سياق متّصل، نوّه زدام الهواري، الأمين العام للغرفة الفلاحية بوهران بأهميّة تثمين المنتوجات الفلاحية عن طريق نظام التوسيم، الذي سيفتح لها الباب واسعا لولوج الأسواق الدولية، مؤكّدا أهميّة مشاركة جميع المنتجين المحليّين في مسعى تحقيق التوسيم ل»كليمونتين مسرغين»، من خلال الحفاظ على خصوصياتها ومميزاتها، كما أشار زدام إلى مساعيهم لتكون كليمونتين بلدية مسرغين، رابع منتوج فلاحي جزائري مسوق بوسم المنشأ، بما يضمن له الحماية من التقليد سواء داخل أو خارج الوطن، في حين تمّ توسيم 3 منتوجات محلية تخصّ كل من منتوج تمور طولقة، وتين بني معوش ببجاية ومنتوج زيت الزيتون بسيق ولاية معسكر. النظر في منظومة الري انطلاقا من إعادة تشغيل منابع مياه الري المغلقة وطالب هو الآخر بإعادة النظر في منظومة الري، انطلاقا من إعادة تشغيل منابع مياه الري المغلقة، في إشارة منه إلى تواجد أزيد من 8 آبار عميقة مغلقة غير مستغلّة بدائة بوتليليس لوحدها، عاينتها اللجنة المختلطة التي تم تشكيلها قبل سنة للنظر في هذه القضية، وتظمّ كل من المصالح الفلاحية والغرفة والإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، وكذا مديرية الموارد المائية وشركة المياه والتطهير «سيور»، وجميع الأطراف المعنية. وجدير بالذكر أنّ هذه الطبعة، شهدت مشاركة 55 عارضا من الفلاحين والمستثمرين لعرض مختلف منتوجاتهم من أنواع الحمضيات، وكذا بعض منتوجات المنطقة الفلاحية، على غرار العسل والزيتون، وكانت الفرصة سانحة لطرح العديد من الإنشغالات، وعلى رأسها ارتفاع أسعار الأسمدة والأدوية، وكذا شحّ مياه الري، وارتفاع نسبة ملوحة المياه بسبب زحف السبخة.