دارت بفضاء المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ بتلمسان أول أمس فعاليات الطبعة الخامسة من الندوة الوطنية: «أعلام جزائرية وعالمية في خدمة النضال التحرري الجزائري»، وذلك بالتنسيق بين الجامعة والمتحف. وقد حدد القائمون على هذه التظاهرة محاور أساسية اشتغلت عليها كل المداخلات منها أعلام تلمسانية وجزائرية في المسيرة التحررية. وفي هذا الباب قدّمت د - صبيحة بن منصور رئيسة جمعية الدار الكبيرة ورقة بحثية عن ثلاثية محمد ديب، رصدت من خلالها هذه العلاقة الجدلية الثنائية بين الخطاب الأدبي والخطاب السياسي خاصة في شقه النضالي، وتوقفت بشكل جلي عند مشاهد مقتبسة من الرواية لتأكيد أطروحتها التي تشتغل عليها. في مقابل ذلك فقد استعرض د - محمد مكاوي في مداخلته بعنوان «عبد الوهاب بن منصور ونشاطه الوطني في تلمسان ونواحيها، محطات مضيئة». ومن ضمن ما جاء في ببليوغرافيا الرجل أنه ينحدر من أصول من منطقة عين الحوت بتلمسان، وأنه اشتغل بالتدريس بدار الحديث وندرومة، وعاش في فضاءين موزعا بين تلمسان والمغرب، وقد كانت للرجل مساهماته النضالية والفكرية خاصة في التاريخ. بالإضافة إلى ذلك فقد تناول د - عبد الرحمان بالأعرج شخصية جميلة بوباشا من خلال استدعاء سيرة حياتها الشخصية والنضالية التي ألهمت بيكاسو أحد عباقرة الفن أن يخصص لها لوحة كان لها بالغ الأثر في ذيوع قضيتها عالميا. أما الشق الثاني من البحوت فقد خصّه الدارسون لشخصيات غير جزائرية عرفت بمناصرتها للقضية الجزايرية منها مداخلة د - سعيد بلعربي جلول الموسومة برونيه فوتيه السيناريست الشاهد على عصره، فقد آزر الثورة سينمائيا وكانت للرجل مساهمات في هذا الباب إيمانا منه أن الصورة لا تقل أهمية عن الكلمة أو الرصاصة. وضمن هذا الصدد دائماً دارت أوراق كل من د - رشيد بن خنافو حول ماري كلير بوييت او مداخلة د عبد المجيد بوجلة عن إيڤين لاڤاليت، ومداخلة د - حليمة مولاي من جامعة وهران عن موريس نادو، وبيان 121 الذي وقّعه المثقفون اليساريون الذي كان يتزعمه اليساري جون بول سارتر وزوجته سيمون بوليفار. لقد تعرّفنا من خلال هذه الأوراق على المواقف البطولية والتراجيدية لهذه الشخصيات، وهي الحقائق التي لمسناها كذلك من خلال الشهادات الحية لبعض المجاهدين والمجاهدات الذين تمّ تكريمهم من إدارة المتحف. ...والنّدوة الوطنية الأولى: «المكتبات العمومية ومجتمع المعرفة» دائما في إطار تشجيع الأنشطة الثقافية والفكرية، شهدت دار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان يوم الأربعاء أشغال الندوة الوطنية الأولى الخاصة بالمكتبات العمومية ومجتمع المعرفة التي نظمت في اطار شراكة بين قطاع الثقافة ممثلا في مركز الفنون والمعارض محمد مراح وبين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة في مخبر المؤسسات الصناعية والمجمتع الجزائري بجامعة تلمسان. وأطّرت هذه الندوة لجنة علمية رصينة وأخرى تنظيمية ألقت لامحالة بظلالها على نجاح المبادرة وتحقيق نتائجها المتوخات. لقد انطلق القائمون من سلسلة من الإشكالات شديدة الصلة بالمكتبات بدءا من انحسار المقروئية وضرورة تفعيل الكتاب، واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التحديات وتنشيط الفعل الثقافي. وقد حاول الباحثون المختصون القادمون من 10 جامعات جزائرية مقاربة هذه الإشكالات من زوايا متعددة وبمناهج مختلفة، فخاضوا في الحديث بشكل مستفيض عن دور المكتبات نظريا ومن خلال عرض نماذج وعينات حية من خلال تسليط الضوء على مكتبتي الشلف وبسكرة. ومن أهم المحاور التي طرحت دور المكتبات في حماية المخطوط والثرات الاليات القانونية بالإضافة الى موضوع العصرنة والرقمة.