أحيت مؤسسة ميناء الجزائر أمس الذكرى ال 49 للجريمة التي نفذتها عصابات المنظمة المسلحة السرية في حق عمال الميناء ذات صباح 2 ماي 1962 كانوا يطلبون العمل لدى مكتب التشغيل اليومي. في يوم ممطر التقت جموع من العمال والمسؤولين والنقابيين أمام النصب التذكاري المخلد للذكرى قرب محطة تافورة بالعاصمة حيث توقف الجميع في لحظة تذكر للأجيال أكدوا فيها الالتزام بمواصلة حمل رسالة البناء والعمل. بعد مراسم عزف النشيد الوطني كاملا والترحيب بالضيوف يتقدمهم الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد ومسؤولو الأسرة المينائية قدم مسؤول مؤسسة ميناء الجزائر عبد العزيز غطاس لمحة عن ذلك اليوم. فعلى بعد أمتار من الموقع كان مئات العمال اليوميين ينتظرون أمام مكتب التشغيل للحصول على تذكرة العمل في شحن وتفريغ السفن قامت ثلة من عناصر المنظمة المسلحة السرية العنصرية بدفع سيارة موهمين بأنها معطلة فأوصلوها قرب الموقع وما أن ابتعدوا حتى انفجرت محدثة دويا هائلا فالسيارة كانت مفخخة واعدت لقتل الجزائريين. وإثر هذه الجريمة الغادرة سقط عشرات القتلى والجرحى فهب سكان الأحياء المجاورة في وقفة تضامنية لنجدة إخوانهم وإسعاف المصابين وجمع أشلاء القتلى لدفنها فكانت لحظة تضامنية متميزة لأبناء الجزائر وهم فرحين بقطف ثمرة الاستقلال المحقق بتوقيع اتفاقيات 19 مارس 1962 لوقف إطلاق النار والذهاب إلى استفتاء تقرير المصير. السيد قاسة عيسى الذي نشط الحفل دعا إلى حفظ الذاكرة الجماعية مشيرا إلى أن غياب أعضاء من الحكومة اليوم سببه انعقاد مجلس الوزراء أمس الاثنين مسجلا أهمية الحدث الذي سبق لرئيس الدولة أن شارك إحياءه قبل سنوات تعبيرا عن القيمة التاريخية للمناسبة التي تبلغ العام القادم الذكرى الخمسينية. وبدوره تحدث الأمين العام لمنظمة المجاهدين سعيد عبادو عن القيمة الإنسانية لرسالة الشهداء الذين حملوا مهمة تخليص بلدهم وشعبهم من براثن الاستدمار الفرنسي وأذنابه مشيرا إلى ما اقترفته المنظمة المسلحة السرية التي أسسها أعداء استقلال الجزائر من عسكريين وبوليس وكولون فرنسيين فجروا عنصريتهم وحقدهم في حق المدنيين الجزائريين الذين تصدوا لهم بالتعاون مع فدائيي ومسبلي جيش وجبهة التحرير الوطني. ومن جانبه ألقى ممثل المركزية النقابية جنوحات كلمة ثمن فيها ما حققه عالم الشغل مؤكدا على الدور الذي يقوم به الاتحاد العام للعمال الجزائريين في المساهمة في تنمية البلاد والعمال مع باقي الشركاء من اجل تكريس الاستقرار ودفع عجلة التنمية وحماية القدرة الشرائية ومكاسب الجزائر المستقلة داعيا العمال إلى مضاعفة العطاء في مواقع الإنتاج لكسب الرهان. واختتم الحفل بوضع عدد من باقات الورود أمام النصب التذكاري الذي يتضمن لوحة تحمل 20 اسما من حوالي 200 جزائري سقطوا جراء تلك الجريمة البشعة كما قرئت فاتحة الكتاب الكريم ترحما على أرواحهم الزكية. بعدها انتقل الحاضرون إلى المكان الأصلي لوقوع الجريمة جنب محطة النقل. ويبقى خير وفاء لأولئك الذين سقطوا فداء للوطن أن تستمر المسيرة التنموية للنهوض أكثر فأكثر بالبلاد وبالإنسان باعتباره الغاية والوسيلة في المشروع التحرري ومشروع البناء والتنمية فيشمر الجميع على السواعد لكسب معركة الاقتصاد المفتوح على تنافسية شديدة ومحاربة الفقر وانتزاع موقع في الأسواق العالمية خارج المحروقات.