تمكن المنتخب الوطني الأول من العودة في المنافسة ضمن تصفيات كأس افريقيا للأمم 2012، بعد الفوز الثمين الذي حققه أمام نظيره المغربي بعنابة، وحاليا كل الجمهور الجزائري ينتظر محطة مراكش في بداية شهرجوان من أجل تأكيد ''الخضر'' لمستواهم وتمركزهم في مرتبة تجعل حظوظهم كبيرة لحضورالعرس القاري للعام القادم. فرغم الصعوبة الكبيرة التي وجدها زملاء يبدة مباشرة بعد المونديال الجنوب إفريقي، أين كانت النتائج متواضعة، والتي عصفت بالمدرب السابق رابح سعدان، وكذا البداية غير المقنعة لمن خلفه، وهو المدرب الوطني الحالي عبد الحق بن شيخة، هذا الأخير الذي خسر مع التشكيلة الوطنية مباراة هامة في إفريقيا الوسطى، إلا أن تحسنا برز في اللقاء الذي جمع الجزائر والمغرب بعنابة، أين أثبت المدرب السابق للنادي الإفريقي أنه تمكن من معرفة خبايا ''الخضر'' من الناحية التكتيكية وامكانيات كل اللاعبين الذين يشكلونه. وبرز الفريق الوطني بنفس العزيمة التي قادته الى جنوب إفريقيا، رغم غياب بعض ركائزه على غرار بوقرة وزياني ومطمور، هذا الثلاثي، الذي سوف يسجل عودته الى الصف الأول بمناسبة اللقاء القادم لفريقنا الوطني بمدينة مراكش المغربية. ظروف أحسن بكثير.. وبما أن المنعرج الحاسم لتأهيليات كأس إفريقيا 2012، سيلعب يوم 4 جوان القادم، فإن الاتحادية وضعت كل الترتيبات اللازمة لعدم تضييع هذه الفرصة التي تلعب على أشياء صغيرة، الأمر الذي يتطلب أخذ كل الأمور بكل جدية، حتى الدقيقة منها.. لذا، فإن دخول المنتخب الوطني في تربصه باكرا، أي (14) يوم قبل المباراة، يؤكد أن الأمور أخذت بجدية كبيرة لمحاولة ارساء قواعد صلبة قبل التنقل الى المغرب، خاصة وأن هذه المرة وعلى خلاف المواعيد السابقة، فإن المدرب الوطني سوف يستفيد من كل اللاعبين الذين يحتاجهم وفي لياقة جد ممتازة. ويعتبر أغلب الاختصاصيين أن هذه المباراة سوف تلعب من الناحية البسيكولوجية أكثر، لأن الحضورالذهني له نسبة كبيرة في الأداء في مثل هذه المواعيد، لذلك فإن الفريق الوطني، الذي سبق له وأن لعب العديد من المقابلات الفاصلة سوف تكون لديه أسبقية لا يستهان بها من هذه الناحية، فإقصائيات المونديال السابق منحت زملاء عنتر يحيى خبرة كبيرة في اللقاءات الحاسمة، الشيء الذي سوف يرتسم على الأداء في مباراة مراكش .. أين يمكن رؤية كل من بوقرة وزياني ويبدة وبوزيد في أحسن أحوالهم للعودة الى الجزائر بنتيجة تسمح لفريقنا الوطني مواصلة التصفيات في ثوب المرشح لنيل بطاقة المشاركة في الدورة النهائية. حلم الأولمبياد يقترب من الحقيقة؟! أما المنتخب الوطني الأولمبي، فإنه يسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق الحلم الذي يراود كل الجزائريين، وهو رؤية الجزائر تشارك مرة أخرى في الدورة الأولمبية لكرة القدم في ألعاب لندن لعام 2012، بعد أن كانت مشاركتها الأولى والوحيدة في ألعاب موسكو لعام 1980. فأشبال المدرب آيت جودي تمكنوا من فرض وجودهم وتأهلوا الى الدور الثالث من هذه التصفيات، وتنتظرهم مقابلتين أمام المنتخب الزامبي خلال شهر جوان من أجل اقتطاع التأشيرة التي تمكنهم من خوض غمار التصفيات ضمن المجموعة التي تضم (8) منتخبات والتي تجري على شكل بطولة مصغرة، بتأهل (3) فرق، وصاحب المركز الرابع يجري مباراة فاصلة. والشيء الذي لفت الانتباه في الفريق الوطني الأولمبي هو المنحنى التصاعدي الذي يوجد فيه منذ عدة أشهر، بفضل العمل المميز الذي يقوم به المدرب آيت جودي، الذي يعتمد على مجموعة متكونة أغلبها من لاعبي الرابطة المحترفة الأولى. ويعترف الكل بالمستوى الجيد لأداء التشكيلة التي كانت قد أبدعت في الدورة الدولية التي جرت بالمغرب، أين لاحظنا عودة طريقة لعب الكرة الجزائرية في الثمانينات بصلابة كبيرة في الدفاع والوسط والانطلاق بحملات سريعة في الهجوم. فقد قام آيت جودي برسم هذه الاستراتيجية وفق معرفته الجيدة لإمكانيات عناصره وخبرته المعتبرة في العديد من الأندية التي دربها منذ عدة سنوات، فالطريقة التي اعتمدها ضمن الفريق الأولمبي قد تقوده الى كسب التأهل والمشاركة في أولمبياد لندن، رغم أن هذا الطريق مازال طويلا وشاقا.