توصل أمس بقاعة الموقار المشاركون والمنظمون للملتقى العلمي حول ''النقد المسرحي المعاصر، الاشكاليات الممارسات والتحديات''، الذي نظم في اطار مهرجان المسرح المحترف في دورته السادسة، توصلوا إلى ضرورة مواكبة النقد المسرحي للتطور الذي يعرفه المسرح، ومؤكدين من جانب آخر على ظلم البيئة العربية للنقد.. تطرق الباحث والناقد المسرحي السوري هيثم يحيي الخواجة، في اليوم الاخنتتامي للملتقى العلمي حول النقد، إلى اشكاليات النقد المسرحي المعاصر في الدول العربية وتجربته الخاصة في الميدان، حيث أكد في ذات الصدد على الاهمية القصوى التي يلعبها النقد في الرتقاء بالفن الرابع، خاصة وأنه علم متكامل وقائم بذاته، مبديا تأسفه على المعاملة السيئة لهذا العلم من طرف البيئة العربية، أين أصبح، على حد قوله اطلاق اسم ناقد مسرحي على كل من يمارس العمل النقدي ولو باسلوب غير علمي، في حين أن النقد المسرحي هو أصعب الممارسات النقدية، لأنه قائم على الفعل اللساني، السيميائي، فالعرضي الذي يكون على الركح، مبينا أن النقد يسمح للناقد بتحليل العمل المسرحي وكشف ايجابياته وسلبياته. أما عن تجربته في المجال فقد أكد ان اهم شيء ساعده في أن يكون عنصرا فعالا في العيد من الأعمال والتظاهرات التي تعنى بالنقد هو انتماؤه إلى كلية الآداب إضافة إلى تجرته الطويلة في الفن المسرحي. كما تحدث ذات المحاضر عن حال النقد المسرحي العربي، مؤكدا أن هذا الأخير لايستعيد عافيته إلا إذا تخلص من النقد الصحفي الختزل، مع قيام نقد علمي بناء بعيدا عن العواطف والمصالح، قائلا أن ''النقد المسرحي ليس ميدانا أو حلبة مصارعة لاستعراض العضلات.'' أما الباحث، الكاتب والمخرج التونسي حافظ الجديدي، والذي كانت ممارسته الميدانية على الخشبة وقراءاته للنظريات، هو المنطلق الذي انجز من خلاله بحثه في ميدان النقد، حيث أكد عى الجدل القائم حول النظريات المعتمدة في النقد العربي، التي كانت وليدة أبي الفنون في أوج عطائه. كما بين حافظ الجديدي أن هناك نوعين من الممثلين، ممثل حرفي يجعل من فنه كمصدر للاسترزاق قبل كل شيء، يعتمد على الفعل التقني والتجريبي أكثر من الأبداع في عمله، كما هو الحال لدى النوع الثاني من الممثلين وهو الممثل المبدع الذي يتفنن في عمله على الركح معتبرا فنه مهنة يبحث عن السبل المثلى لتطويرها، وعن الطرق التي يؤثر ويصل بها إلى المشاهد أو الجمهور.