كل الأنظار مصوّبة حاليا نحو المدرب الوطني الجديد وحيد هاليلوزيتش، لاسيما عشية اليوم، أين سيكون موعده الأول مع رجال الإعلام فرصة للكشف عن كل النقاط التي يتساءل عنها الرأي العام الرياضي حول مستقبل الفريق الوطني والرؤية الجديدة التي سيأتي بها المدرب البوسني إلى الجزائر، لإعادة ترتيب البيت وإعطاء دفع معنوي معتبر لزملاء اللاعب مجيد بوقرة.. كون الأمور لم تعد بالشكل الذي ألفناه مباشرة بعد مهزلة مراكش. المهم أن مسؤولي الفاف أرادوا طي الصفحة مباشرة وعدم الخوض في تلك الفترة بصفة مطولة، من أجل ربح الوقت وإرساء قواعد صلبة للمستقبل، حتى أن الهدف الذي حدّد لهاليلوزيتش حُذف فيه ما تبقى من التصفيات المؤهلة لكأس افريقيا للعام القادم.. وأن المدرب الحالي مهمته ستبدأ فعليا بعد انتهاء هذه التصفيات.. الأمر الذي يستوقفنا لرؤية الضرر الكبير الذي أصاب مسيرة “الخضر” مباشرة بعد المونديال، والسقوط الحر الذي عرفه فريق مونديالي لعب المباريات التي أعقبت كأس العالم بنفس التشكيلة تقريبا التي خاضت كأس العالم في جنوب افريقيا. طاقم فني يجمع بين الخبرة والكفاءة ومن جهة أخرى، فإن مشروع الفاف والذي يقوده هاليلوزيتش، سيكون بدون شك تشكيلة الطاقم الفني، أين تشير كل الترتيبات أن الفريق الجزائري لم يسبق له وأن اعتمد على طاقم فني ثري وتعداده كبير مثل الذي ستكون عليه الأمور حاليا، والذي سيضم حوالي (12) فردا، كما يعمل به في أكبر المنتخبات العالمية.. والأمر الذي يفتح التساؤل، كيف بقيت الفاف تنتظر مثل هذا التوجه لحد الآن.. في الوقت الذي كان من الأجدر القيام بهذه الأمور مباشرة بعد التأهل إلى المونديال، أو بعد كأس العالم مباشرة، كون مسؤولينا تعرفوا على التسيير الاحترافي للمنتخبات أثناء أكبر تجمع عالمي لكرة القدم. وكما يقال، المهم أنه تمّ التفكير في الأمر وأخذ القرار حتى بتأخر.. وهنا فإننا نتساءل عن المساعدين المباشرين لهاليلوزيتش، كونهم لهم دور كبير في العمل الذي سيقوم به الناخب الجديد.. وحسب آخر التقارير، فإن المدافع الدولي السابق نور الدين قريشي سيكون المساعد رقم واحد للمدرب البوسني، بالنظر لمعرفته الجيدة للاعبي “الخضر” ومتابعته لكل خرجات “الخضر” منذ مدة طويلة.. ومن جهة أخرى عبّر عن رغبته في عدة مناسبات في تدريب الفريق الوطني، وكان ينتظر هذه الفرصة منذ سنوات طويلة.. وبما أنه لم يسبق له وأن كان المدرب الأول للفريق الوطني، فإنه يقبل العرض لأن يكون أفضل من قريشي بحكم موقعه كلاعب محترف سابق ولعب كثيرا في صفوف الخضر وشارك في كأسي العالم لسنتي 82 و 86.. في حين أن هذه الخطوة ستكون فرصة مواتية للفاف بالإعتماد على الجيل الذهبي للكرة الجزائرية، بعد الانتقادات التي ما فتئت تسمعها من حين لآخر عن هذا الجيل الذي لم يعد يساهم في مسار الكرة الجزائرية في الوقت الحالي، رغم ما وصل إليه من امكانيات بفضل التكوين المستمر.. وهنا يمكننا الإشارة إلى أن قريشي حاصل على شهادات عديدة في التدريب.. وحضر لعدة نهائيات لكأس افريقيا في السنوات الأخيرة كمحلل تقني لقنوات تلفزيونية ووقف على كل كبيرة وصغيرة للكرة في القارة السمراء. المشكل البدني.. ضرورة إيجاد الحل ومن الناحية البدنية، فإن كل المؤشرات تؤدي إلى المحضر البدني الذي عمل باستمرار مع المدرب البوسني، وهو “تسيريل موان”، المنتظر أن يكون المساعد الثاني المكلف بالتحضير البدني، بعد المشكل الكبير الذي عانى منه لاعبونا في المدة الأخيرة والذي ظهر جليا في مراكش، أين قدّم “الخضر” حوالي (20) دقيقة في المستوى قبل أن ينهاروا بشكل مفاجىء فاتحين عدة “شوارع” للفريق المغربي.. أين تحدث العديد من المحللين على أن الإشكال كان من الناحية البدنية أكثر منه تكتيكي!! ليكون الحل في ايفاد وتعيين خبير في هذا المجال ليحمل مع هاليلوزيتش، الذي يثق كثيرا في امكانيات سيريل موان. وفي نفس الإطار، فإن جمال مناد قد يلتحق بالطاقم الفني كمساعد محلي ليفيد بدوره الطاقم بخبرته كلاعب وكمدرب.. خاصة وأن مناد عمل كثيرا في أندية القسم الأول واكتسب خبرة معتبرة تؤهله لأن يكون ضمن الطاقم.. ويعرف جيدا لاعبينا المحليين ويساهم بذلك في الرؤية الجماعية التي سيكون عليها الفريق الوطني في المستقبل القريب. ومن ناحية أخرى، فقد علمنا أن المنتخب الوطني، بعد تأكيد إلغاء المباراة الودية أمام نظيره التونسي، قد يتربص هنا بالجزائر ليكون اللقاء الأول بين الطاقم الفني واللاعبين للتعارف أكثر والاتفاق على طريقة سير الأمور.. المهم أن كل هذه النقاط سيتم التطرق لها في الندوة الصحفية لعشية اليوم...