يحط الفنان الفرنسي ذي الأصل الكاميروني ديودوني رحاله بالجزائر العاصمة للمرة الثانية بعد أن أمتع العاصميين السنة الماضية بمسرحية ''ساندرين''، ليقدم سهرة غد الخميس بفندق الهيلتون ''فمُّىِفوك لَفْه م'' آخر أعماله الكوميدية ''محمود..'' وسيكون جمهور الباهية وهران أيضا بعد غد الجمعة على موعد مع ديودوني بقاعة ''المغرب'' لمشاهدة عرضه الفني ''محمود'' الذي أطلقه بعد زيارته للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والأحداث التي واجهته، كما يرحل الفنان بمخيلة المتفرج إلى القرن ال16 ليروي معاناة السود مع العبودية، إلى جانب ما يعانيه الفلسطينيون على يد الجنود الإسرائيليين وغيرها.. حيث أثارت مواضيعه جدلا واسعا وسط الطبقة السياسية، أين اتهم ديودوني بمعاداة السامية إثر معارضته وانتقاده، في أعماله وتصريحاته، ما يقوم به اللوبي الصهيوني في فرنسا، إضافة إلى انتقاده بعض الشخصيات اليهودية الفرنسية، من إعلاميين وفنانين، إلى أن أُقصي تقريباً من المشهد الإعلامي الفرنسي حيث لم يعد له مكانا في منابره، ورغم ذلك بقي ثابتا على مواقفه، ووقوفه إلى جانب القضايا العادلة، وأبدى الفنان ذو الأصول الأفريقية إعجابه بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية لما أسماه المشروع الصهيوني، ووصف إسرائيل بأنها ''الكيان الأكثر عنصرية في تاريخ البشرية''، وخلص إلى أن الصمود ''الأسطوري'' للفلسطينيين يعد مصدر اعتزاز ومبعث أمل وإلهام بالنسبة له ولكل الشعوب المضطهدة في العالم. إضافة إلى ذلك وضع ديودوني حدا لتعاونه الطويل مع إيلي سمون وهو فكاهي فرنسي يهودي، بدأ مشواره الكوميدي إلى جانبه وقدموا مجموعة من العروض، لينفصل عنه ويشق طريقه بمفرده في عالم الكوميديا كمخرج ومنتج وممثل، كما قدم مجموعة من الأفلام . ويعد الفنان ديودوني أحد الفنانين الفكاهيين الكبار الذين تمكنوا من إيصال معانات المجتمعات، وقد ترك انطباعا قويا لدى زيارته الأخيرة للجزائر، وأعلن بصريح العبارة معاداته للصهاينة، حيث قال في إحدى تصريحاته ''على أرض الجزائر أستطيع الكلام بكل حرية، كونها ليست موالية للوبي الصهيوني، عكس بعض الدول، والآن أصبحت ضد الصهيونية''، وهي التصريحات التي جعلته يواجه جملة من المضايقات في أوروبا عامة وفرنسا خصوصا، أين تم منعه من عرض مسرحية ''ساندرين'' بجنيف بسويسرا.