ينتظر الجمهور الجزائري بشغف كبير رؤية الفريق الوطني في أول خرجته بقيادة المدرب هاليلوزيتش، والتي ستكون في بداية الشهر القادم أمام المنتخب التانزاني، وذلك لأن أشياء كثيرة تغيرت في صفوف “الخضر” من عدة نواحي، وتقريبا قام المدرب البوسني من إعادة النظر في عدة أشياء منذ مجيئه حتى أننا نرى أنه يحاول إعادة الانطلاق من نقطة الصفر. فقد أكد خلال الندوة الصحفية التي نشطها في بحر الأسبوع الماضي، أنه لاحظ العديد من الأشياء التي لا تعجب من الناحية الفنية والتكتيكية، وقالها صراحة أنه عندما شاهد مباراة الجزائر في بانغي أمام إفريقيا الوسطى مرض لمدة أسبوع، نظرا للأخطاء العديدة المرتكبة، وقام بعرض دفتره للصحفيين عدة مرات، أين كتب الملاحظات العديدة عن أسلوب آداء الفريق الوطني في الفترة التي سبقت قدومه الى الجزائر..!! وبما أن هذا المدرب يحمل تجربة معتبرة كلاعب ومدرب، فإنه لم يرد أن يقوم بنصف الأشياء، وإنما ذهب مباشرة الى تكوين أساس الفريق من جديد، والطريقة هي أنه استدعى كل اللاعبين الذين حملوا الألوان الوطنية في المدة الأخيرة، لتكون لديه نظرة شاملة عن التعداد ويتحدث مع كل واحد منهم لضبط الأمور المعنوية بصفة دقيقة، وهذا قبل الانطلاق في العمل الفني الذي يتطلب جوا مناسبا للوصول الى الخطة المبرمجة من طرف الناخب الوطني. الخبرة عامل أساسي.. لكن! لكن من جهة أخرى، فإن هاليلوزيتش لم يرم كل ما عاشه هؤلاء اللاعبين من تجربة معتبرة في الملاعب في السنوات الأخيرة في أنديتهم أو مع المنتخب الوطني ومشاركاتهم في كأس إفريقيا والمونديال، حيث أنه أشار الى أن زملاء بوقرة يدخلون في الطريقة التي رسمها وهو متيقن من ذلك بفضل الخبرة الكبيرة التي يتمتعون بها كمحترفين بأتم معنى الكلمة. لكن من جهة أخرى، فإن حالة لاعبينا لم تعد مثل التي عشناها في السنوات الماضية، أين طرأت عدة تغييرات، وعلى الناخب الوطني وضعها في الميزان، والتي تتلخص في أن معظمهم غيّر وجهته، وتحولت إطارات الفريق من البطولات الأوروبية الى البطولات الخليجية، لا سيما الى قطر، فهذا التغيير قد يحدث خللا في نسق آداء الفريق الوطني مستقبلا، لأن مستوى هذه البطولة لا يكون حتما مثل الذي نراه في البطولات الأوروبية الى البطولات الخليجية، وخير دليل أن اللاعب الأول الذي اختار بطولة قطر الموسم الماضي هو نذير بلحاج، الذي تراجع مستواه فجأة ولم يعد تماما من خيارات المدرب الوطني السابق عبد الحق بن شيخة، وقد يحدث ذلك للاعبين الآخرين، وهذه المرة بعناصر لها وزنها الكبير في صفوف “الخضر”، الأمر الذي يتطلب رؤية دقيقة للأمور. كما أن عامل السن يلعب دوره، وضرورة ادخال نفس جديد في الفريق بتدعيمه بلاعبين شبان يعد من الأولويات التي يراها هاليلوزيتش، الذي أوضح أنه سيستثمر في بعض العناصر التي لعبت في الفئات الصغرى لمنتخبات أوروبية وبإمكانها حمل الألوان الوطنية في المستقبل القريب، الأمر الذي يعني أنه فعلا يريد إحداث التغييرات الضرورية، لكن بطريقة ذكية دون التأثير على الهيكل العام للفريق، ويعد لاعب فالنسيا الإسباني فغولي في مقدمة الاهتمامات، بالنظر لإمكانياته الكبيرة ورغبته في حمل ألوان المنتخب الجزائري.. وحسب آخر الأخبار، فإن فغولي ينتظر الضوء الأخضر للفيفا فقط، حيث قام بكل الإجراءات الضرورية التي تسمح له باللعب ل “الخضر”. إعداد الأرضية إلى غاية ديسمبر فالرزنامة التي بقيت للفريق الوطني في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 تعد مناسبة جدا للرؤية الجديدة التي أصبحت واضحة في الوقت الحالي، وهي أن الطاقم الفني سيجرب فيها الطريقة الجديدة بأكبر عدد ممكن من اللاعبين، كون حظوظ المنتخب الوطني ضئيلة لافتكاك تأشيرة التأهل، حيث أن الناخب الوطني أوضح أنه يستدعي أكبر عدد ممكن من اللاعبين الى غاية شهر ديسمبر القادم، قبل أن يحدد قائمة تضم (28) لاعبا، والتي سيخوض معها التصفيات القادمة، خاصة وأن في هذه المرحلة (أي ديسمبر) تكون لديه كل المعطيات فيما يخص آداء اللاعبين في أنديتهم، عكس المرحلة الحالية، أين لا يمكنه رؤية الكثير بسبب عدم انطلاق تقريبا كل البطولات التي تعني اللاعبين الجزائريين، ماعدا البطولة الفرنسية. المواهب المحلية، رؤية جديدة في حين أن عدد اللاعبين المحليين سيكون أكثر في التشكيلة الوطنية، لأن هاليلوزيتش كررها مرارا أنه سيتابع باستمرار البطولة الوطنية ولن تكون عيناه مصوبتين دائما للبطولات الأوروبية، لأن هناك مواهب عديدة، وعليه إعطائها الفرصة للتألق.. ومن أجل الوصول الى ذلك، فإنه سيتم تشكيل منتخب وطني “ب”، الذي بإمكانه إجراء تربصات خارج تواريخ الفيفا، الأمر الذي يسمح بالعمل بوتيرة جيدة، خاصة وأن المشرف على هذا الفريق سيكون عضوا في الطاقم الفني للفريق الأول، وبالتالي فإن كل المعطيات ستكون موجودة لدى هاليلوزيتش الذي سيدعم التشكيلة الأولى بالعناصر المتفوقة والتي يحتاجها في رسمه التكتيكي خلال المقابلات القادمة، مما يعني أن الرؤية المستقبلية ستكون شاملة، وستعطي فيها الفرصة لكل لاعب أثبت قدراته، أينما كانت البطولة التي يلعب فيها، وهذا ما يعيد المنافسة على المناصب بشكل جدي، ويرفع من ريتم آداء الفريق الوطني في التصفيات المقبلة والتي لن تكون سهلة، كما أوضحها وحيد هاليلوزيتش الذي أشار للعديد من النقاط التي تجعلنا حذرين في المواجهات القادمة أمام مالي والبنين، لكن المهم في كل هذا هو أن وتيرة العمل على مستوى الخضر ستكون سريعة للعودة الى الواجهة.