انتقل الجزائريون من مستهلكين لرسائل ''الفايسبوك'' إلى منتجين ومصدرين للكثير من المضامين الإيجابية التي جعلت من هذه المساحة الجديدة للاتصال والنقاش عاملا إيجابيا، أظهر العديد من السلوكات المهمة التي تخدم المجتمع والمصلحة العامة وبرزت مؤخرا الكثير من المظاهر الايجابية التي تجعلنا نتفاءل بمستقبل التكنولوجيات الحديثة وتسخيرها لما هو إيجابي بالجزائر. وأظهر الجزائريون قدرات كبيرة في جلب الكثير من المنافع بعد دخولهم عالم المبادرة وانتاج المضامين بدلا من الاستهلاك السلبي من خلال الاكتفاء بالتعرض للرسائل والتأثر بها. التكافل الاجتماعي يلقى رواجًا كبيرًا خطف العمل الخيري الأضواء في الآونة الأخيرة، فبعد أن كان الجميع يعتقد بأنه مهمة وزارة التضامن لوحدها، برزت العديد من الجماعات عبر ''الفايسبوك'' ومنها مجموعة ''ناس الخير'' التي أصبحت تعمل على مستوى دولي من خلال قدرتها على تجنيد الكثير من الأشخاص الراغبين في العمل التضامني من أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وبلغ عدد المنخرطين فيها حوالي 17 ألف شخص ويتفرع نشاطها بين العمل الخيري من خلال مساعدة الفقراء والمحتاجين والأشخاص بدون مأوى وينتشر نشاطهم عبر الكثير من الدول الأوروبية والجزائر، وقد نجحت في إنشاء فروع كثيرة على مستوى الولاياتالجزائرية دون استثناء. ومن النشاطات كذلك قيامهم بحملات بيئية تستهدف تنظيف الشوارع والمدن والمقابر وقد لقيت الكثير من النداءات عبر ''فايسبوك'' صدى إيجابيا، إذ تمت تنقية العديد من الشواطئ والمقابر، وصنع نجاح الحملة لتنظيف مدينة بوسعادة السياحية رغبة لمواصلة هذه المبادرات عبر مختلف الولايات الأخرى. ووصل صدى نشاط مجموعة ''ناس الخير'' إلى مختلف أصقاع العالم وتلقوا التهاني والتشجيع من السعودية وتونس، وتمكنوا من إقناع الكثير من الشخصيات الثرية والسياسية من الانخراط في تعميم النشاط الخيري وتعزيز التضامن. وبالمقابل، قام فريق آخر يسمى ''أوكسيجون جان الجزائر'' بإنشاء خلية تضامنية عبر شبكة ''فايسبوك''، هدفها القيام بعمليات تطوعية لفائدة الأطفال المرضى والعجزة، وكانت الفكرة، حسب (كريمة - ك. - صحفية) تلقائية بين العديد من الشباب ومن مزحة أصبح الأمر واقعا وتمكن هذا التجمع الشباني من زيارات مستشفيات العاصمة وقدموا من خلالها مساعدات وهدايا للمرضى، ومن المبادرات هي تكفلهم رفقة العديد من التجار وفاعلي الخير بكسوة العيد لجميع قاطني دار الرحمة ببئر خادم، ليلة عيد الفطر ما صنع أجواء بهيجة كسرت جدار الحزن لدى تلك الفئة المحرومة. وتسعى مختلف التنظيمات الشبانية عبر مختلف ولايات الوطن إعادة الاعتبار للعمل التطوعي والتخلص من الخمول والكسل وانتشار السلبية وهو ما ثمنه الكثير من المنخرطين في هذه المساحة التفاعلية الجديدة التي فاق عدد المنخرطين فيها المليار، وسجلت الجزائر 1,5 مليون مشترك، مثلما كشف عنه اليوم البرلماني حول ''التحولات العربية في زمن ''الفايسبوك''. صحافيون يستقطبون فضول جمهور ''الفايسبوك'' يعرف ''الفايسبوك'' انخراطا كبيرا من أسرة الإعلام الوطنية والدولية وانطلقت عبر هذه المساحة منافسة شرسة من أجل استقطاب أكبر قدر ممكن من الأصداقاء، فقناة فرانس 24 تملك 450 ألف منخرط فيها، بينما وصلت قناة العربية الى 4000 منخرط وأعلنت قناة الجزيرة عن 40 مليون متصفح لموقعها أسبوعيا. ووجدت مختلف وسائل الاعلام الوطنية في ''الفايسبوك'' مساحة للتعريف بنفسها وبمضمونها، وتعرف مواقع الصحفيين الجزائريين في الخارج والداخل اقبالا كثيرا من المتصفحين لأكبر مساحة تفاعلية في العالم بأكثر من مليار مشترك، ووجد الكثير من المواطنين فرصة للتقرب من الصحفيين والتعرف منهم خفايا العمل الصحفي ومناقشتهم في الكثير من المواضيع الشخصية والسياسية في فضاء تميزه الكثير من الحرية والتفاعلية. واستقطبت الانتفاضات العربية حصة الأسد من النقاش وتبادل الآراء، فبين المؤيد والمعارض والمحايد سمح فضاء ''الفايسبوك'' بإزالة الغموض عن الكثير من القضايا واظهار الكثير من خفايا النزاعات والعمل الصحفي، فحتى الصحفيون يجدون هم أيضا الحرية عبر هذه المساحة المفتوحة. وتنال مواضيع ليبيا وسوريا ومصر وتونس حصة الأسد من الجدل والنقاش وتتوسع المواضيع الى الظواهر الاجتماعية ومختلف الأحداث والتحولات التي يشهدها العالم، وصنع الجزائريون مؤخرا مبادرة تهدف الى مقاطعة قناة الجزيرة عبر ''الفايسبوك'' في ظل محاولاتها المتكررة منذ سنوات إثارة واذكاء نار الفتنة في الجزائر واستغلال ما جرى مؤخرا من عمليات ارهابية لزرع الشك والريبة، غير أن وعي الجزائريين وردهم السريع والقوي، عجل بغلق موقع الجزيرة على ''فايسبوك''. ويأتي رد فعل الجزائريين في سياق تعرف فيه الجزائر إصلاحات وتحولات كبيرة لتلبية انشغالات وحاجيات الجزائريين بعيدا عن التعنيف والترهيب وهو ما يظهر أنه لا يعجب الكثير من الأطراف التي تحاول تجسيد مخططات اسرائيل والغرب من خلال اثارة الفوضى في المجتمعات العربية وتحييدها عن التنمية والتطور. وصنع الجزائريون مظاهر راقية في التضامن ومؤازرة القضايا العربية من خلال تحذير الانتفاضات من الانزلاقات ومكائد المتربصين بالأمة العربية ويجتهد الجزائريون من مختلف الأصناف وخاصة الاعلاميون في تقديم مختلف المواد الاعلامية وتحليلها ودعموها حتى بفيديوهات مكنت من اماطة اللثام عن الكثير من القضايا والغموض حول حيثيات الكثير من الملفات.