مكنّت الخرجة الرسمية الأولى للمدرب الجديد للمنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم وحيد حاليلوزيش، أول أمس، أمام تانزانيا لحساب تصفيات ''الكان 2012'' التقني البوسني من ترك أولى بصماته على التشكيلة الوطنية وهو ما كان ينقصها كثيرا. ورغم أن رفقاء صاحب هدف ''الخضر'' في اللقاء عامر بوعزة تأخرا في الدخول في اللقاء، إلا أن مردودهم في الشوط الثاني أثبت القدرات التكتيكية للناخب الوطني الجديد الذي تمكن من تغيير معطيات المباراة ما بين الشوطين، ما جعل الجزائريين قريبين جدا من الفوز لولا نقص الفعالية الهجومية الذي لا يزال يطاردهم. ويرى المراقبون بأن ثمة هناك تحسنا ولو طفيفا في أداء التشكيلة الجزائرية ما يدفع للتفاؤل بتحسن أمور الخضر في عهد المدرب السابق لمنتخب كوت ديفوار. ويذهب اللاعبون أنفسهم لنفس الرأي على غرار ما قاله المهاجم العائد إلى صفوف التشكيلة الوطنية عامر بوعزة حيث صرح بعد نهاية اللقاء: بغض النظر عن نتيجة المباراة أظن أننا قدمنا مردودا أفضل مقارنة مع المقابلات السابقة سيما من حيث التنظيم فوق أرضية الميدان. لقد انتهجنا خطة 4 3 - 3 - وطبقناها بشكل جيد سيما في الشوط الثاني. تسيير المدرب للقاء كان في المستوى، ولكن ما ينقصنا أن نكون مستقبلا أكثر فعالية في الهجوم. ورغم أن رفقاء زياني كان بمقدورهم التطلع لتحقيق نتيجة أفضل، إلا أنه يتضح من الآن بأن العمل الذي يقوم به حاليلوزيش بدأ يعطي ثماره ولو أن الطريق لا يزال طويلا. هذا الأمر يعترف به المدرب الوطني نفسه :أنا حزين لأنني كنت أرغب في تحقيق الفوز ولكن مردود اللاعبين وروحهم التنافسية التي ظهروا بها في الشوط الثاني على وجه الخصوص تجعلني أتفاءل خيرا مستقبلا بشرط أن نواصل العمل لتحسين مستوانا أكثر.
نسيان الكان 2012 والتركيز على المستقبل وبما أن حظوظ الجزائر في التأهل لكأس إفريقيا تكاد تكون منعدمة، يتوجب على الفريق الوطني التفكير في المستقبل بداية بإقصائيات مونديال 2014 التي تنطلق في شهر جوان القادم. وحيد حاليلوزيش الذي يعرف أن عملا كبيرا ينتظره، أصبح يملك فكرة عن المجموعة التي سيعتمد عليها بداية من جوان 2012. فمباراة تانزانيا والتي ستتبعها مقابلة إفريقيا الوسطى يوم 9 أكتوبر ستسمح للناخب الوطني من التعرف أكثر على النقائص لمعالجتها قبل انطلاق اقصائيات مونديال 2014. وستكون المقابلة الودية أمام تونس يوم 12 نوفمبر ويوم 15 من نفس الشهر ضد منافس آخر لم يحدد بعد فرصة لحاليلوزيش لتجريب فريقه ومنح الفرصة للاعبين آخرين بإمكانهم منح الإضافة اللازمة ل ''الخضر''. الشيء الأكيد أنه بفضل حنكة وخبرة التقني البوسني بإمكان الجزائر استرجاع مكانتها على الساحة الإفريقية والعودة لمزاحمة الكبار.