كانت ولاية مستغانم من بين الولايات التي اشتهرت في السنوات ما قبل وبعد استرجاع السيادة الوطنية بإنتاج عنب التحويل وعنب المائدة، وقد كانت مساحة الكروم تفوق بكثير مساحات زراعة الحبوب والخضر والفواكه، إذ ظلّ الفلاحون ولسنوات طوال يعتمدون في معيشتهم على مصادر إنتاج العنب غير أنه وبعد سنة 1975 تمّ تنفيذ برنامج خاص بإزالة كل أشجار الكروم المسنة وتعويض مساحتها بنشاط فلاحي آخر مثل الأشجار المثمرة والخضر والفواكه وزراعة الحبوب. وبذلك تقلصت مساحة الكروم إلى الحد الأدنى، مما جعل الإنتاج في تراجع مستمر وحتى لا تبقى الوضعية على حالها وضع الديوان الوطني لتسويق منتوجات الكروم مخططا لإعادة تشجير الكروم وقد بدأ في تنفيذ المخطط منذ 7 سنوات بمنطقة ستيديا وفرناكة. وقد أكد لنا السيد بن ميلود مدير وحدة الديوان الوطني لتسويق منتوجات الكروم أن منطقة ستيديا التي تمّ بها تجديد كروم العنب توجد بها مساحة 470 هكتار تابعة لتسيير الديوان، قد دخلت في الإنتاج منذ سنة ,2004 إذ توجد ببلدية فرناكة معصرة خاصة بعنب منطقة ستيديا. هذا ولازالت منطقة الظهرة تحتوي على أكثر من 1100 هكتار من كروم العنب والمساحة الكبرى تتواجد بكل من حجاج وسيدي لخضر وعين تادلس وسيدي علي والسور، بينما يصل عدد الفلاحين المنتجين على مستوى الولاية إلى 250 فلاح، وقد تقلص العدد بكثير بعدما كان في السبعينات يبلغ أكثر من 2000 فلاح منتجة للعنب. وفي إطار مواصلة مخطط إعادة تشجير الكروم، يأمل العديد من الفلاحين أن تقدم لهم قروض وتسهيلات لتشجير أراضيهم بكروم العنب، وخاصة أن الديوان الوطني لتسويق منتوجات الكروم يدعم الفلاحين سنويا ب 10 آلاف دج للهكتار، وهذا يعد بمثابة تحفيز على غرس الكروم، وبالتالي عودة الفلاحين إلى خدمة مساحات شاسعة لا تصلح لشيء سوى لغرس الأشجار، ومنها كروم العنب، سواء عنب المائدة أو عنب التحويل. ------------------------------------------------------------------------