بلغت حملة جني عنب المائدة ذروتها ببساتين الكروم الرئيسية المنتشرة بمناطق حاسي لفحل و متليلي و المنيعة بجنوب ولاية غرداية. وقد شرع مزارعو الكروم منذ منتصف شهر جوان الجاري في جني محاصيلهم من العنب من الأراضي المخصصة للكروم والممتدة على مساحة 220 هكتار منها 107 هكتار مساحة منتجة كما أوضحت مديرية المصالح الفلاحية . هذا وقام ما يقارب 10 من المستثمرين "الرواد" في فلاحة الكروم بالمنطقة بغرس أصناف مختلفة من شتلات "العنب الأحمر والأسود كبير الحجم " التي تم جلبها من المدن الشمالية بالوطن بهدف إنتاج عنب مائدة مبكر. ولقد شجع على تطوير شعبة زراعة الكروم منذ سنة 2000 عدة عوامل من أهمها إطلاق البرنامج الوطني للتنمية الفلاحية والعوامل المناخية المساعدة إلى جانب توفر إمكانات معتبرة من الموارد المائية كما يرى أحد تقنيي مديرية المصالح الفلاحية. ويرتقب إنتاج 20.000 قنطار من عنب المائدة المبكر (شهرين قبل موعد الجني بالمناطق الشمالية من الوطن) في حملة الجني لسنة 2010 بولاية غرداية وفق ذات المديرية. كما أشار مسؤولو القطاع إلى أن إنتاج عنب المائدة بلغ في السنة الماضية 19 ألف قنطار بولاية غرداية وجرى تصدير جزء منه نحو أوربا على شكل عنب طبيعي. وأكد عمي حاج بهاز وهو صاحب مستثمرة فلاحية بمساحة تفوق 300 هكتار منها 24 هكتارا مخصصة للكروم " أنه وعلى اعتبار المناخ ونوعية التربة تهتم منطقتا حاسي لفحل والمنيعة بفلاحة الكروم حيث تعطي عناقيد غالبا ما يفوق وزن الواحد منها 2 كلغ". وأضاف " كل شيء ينمو في هذه التربة المسقية من المياه المعدنية المستخرجة من أعماق الأرض غير أن العائق الوحيد الذي نواجهه يتمثل في اليد العاملة المتناقصة". وقال عمي حاج بهاز ناصحا "يمكن حل مشكل البطالة باللجوء إلى الفلاحة" مقترحا إنشاء مراكز تكوينية متخصصة في الفلاحة لفائدة الشباب من أجل تحفيزهم على العمل في الفلاحة. كما أكد نفس المتحدث الذي شرع في العمل في فلاحة الكروم سنة 2004 أنه حقق "نتائج ايجابية" تقدر ب "300 كلغ/الهكتار من العنب المبكر" بفضل الحرث ودون اللجوء إلى الأسمدة والمبيدات الكيميائية. ولقد أصبحت مستثمرة هذا الفلاح من المستثمرات النموذجية بالمنطقة مما شجع العديد من المستثمرين على تطوير فلاحة الأشجار المثمرة والكروم على طول الطريق الوطني رقم 1 من منطقة حاسي لفحل إلى غاية المنيعة بجنوب ولاية غرداية.