يستأنف الملحق الاقتصادي رسالته للقراء في وقت يتجدد فيه إدراك كافة الأطراف لأهمية تطوير وتنمية منظومة إعلام اقتصادي تواكب التطور الحاصل في السوق من حيث الانفتاح والاستثمار والشراكة. في خضم كل هذه الحركية الاقتصادية والاجتماعية يعتبر المواطن عاملا كان أو مستهلكا أو مستثمرا في شتى المجالات الحلقة القوية التي ينبغي أن تكون في جوهر كل القرارات والسياسات المختلفة من حيث انه الهدف والوسيلة. بالتأكيد إن الإعلام الاقتصادي في شتى الوسائط لا يزال يتطلع إلى مستوى أكثر فعالية في الأداء والمضمون ويستدعي الأمر إشراك كافة الطاقات في ساحة النقاش لإطلاق حيوية تكرس شفافية المعاملات وتمنع أي تلاعب بمقدرات الأمة وبالوضع المتميز للمستهلك الذي يمثل أحد محركات الدورة الإنتاجية للمؤسسة الاقتصادية. للأسف الملاحظ أن أغلب المتعاملين الاقتصاديين لا يلعبون اللعبة الإعلامية بالقواعد المهنية التي تضمن سرعة الاتصال وجدية المعطيات وبالتالي شفافية المعاملات وتراهم يفضلون أسلوب الانتقائية، مما يعرض حق المواطن وبالذات المستهلك في الحصول على المعلومة من المصدر في وقتها وبالدقة المطلوبة للخطر الذي يزداد عشية إعلان الدولة عزمها الذهاب إلى فتح المجال السمعي البصري قريبا، مما يعزز الحرص على ضرورة تحصين الساحة بضوابط تشريعية وتنظيمية تحمي السوق بكافة أطرافه. إن السوق بمفهومها الشامل ينبغي أن لا تتحول إلى ميدان مفتوح على ممارسات إعلامية تفتقر للاحترافية والمصداقية، فتزج بمنظومة اقتصادية واجتماعية هي حاليا في وضع التعافي من تراكمات كل ما حصل في الماضي من إصلاحات أفرزت أوضاعا مقلوبة ومكلفة وإنما تقتضي أن تحصن بمنظومة إعلام اقتصادي لا يعترف بالاحتكار ولا يتستر على الغش والخداع ويكافح الفساد مهما كان مصدره بأن يضع الحقيقة الهدف المنشود ويسهر على قيمة المنافسة الشريفة كقيمة مضافة. أمر لا يمكن أن يهضم ذلك الذي تعرضه بعض اجتهادات منابر إعلامية اقتصادية تراها لا تجرؤ على الاقتراب بالمهنية المطلوبة من متعاملين وشركاء بسبب لعبة الإشهار الذي لا ينبغي أن يقتل روح المبادرة الإعلامية أو يفرض خطا افتتاحيا معينا على حساب السوق وبالذات المستهلك والمتعامل المهني والاحترافي الحقيقي لا ينزلق إلى مثل هذه اللعبة القذرة، بل تراه يشجع منابر إعلامية تنتقد بموضوعية وتحدد العيوب لما في الأمر من أثر ايجابي، إذ بإمكان المرآة العاكسة أن تحمي صاحبها من أي انحراف وتنير له الدرب السليم في ظل منافسة مفتوحة على العالم برمته.