وصفت منظمة الصليب الأحمر الدولي أمس الاثنين الوضع في مدينة سرت (450 كلم طرابلس) ب «المأساوي» حيث تتعرض لمحاصرة قوات المجلس الانتقالي الليبي منذ عدة اسابيع تتخللها اشتباكات عنيفة بين تلك القوات والكتائب الموالية للعقيد القذافي بالاضافة إلى غارات الناتو. وأكدت المتحدثة الرسمية باسم المنظمة سمية بلطيقة في تصريحات صحفية أمس بطرابلس «مأساوية الوضع الانساني» الحالي في سرت مشيرة إلى أنه لم يتمكن فريقا من الصليب الأحمر التواجد طويلا خلال زيارته للمدينة قصد التحقق من الأوضاع على الأرض «بشكل كاف» نظرا «لتدهور الظروف الأمنية». وأشارت بلطيقة إلى أن منظمة الصليب الأحمر الدولي ليس لديها أية احصائيات حول عدد القتلي والجرحى في مدينة سرت لأن فريق الصليب الأحمر لم يبق في سرت إلا «بضع ساعات» لافتة إلى أن المستشفيات هناك تعانى من نقص شديد في المستلزمات الطبية والأدوية والكوادر الطبية والوقود اللازم لتشغيل مولدات الطاقة. وأوضحت أن الصليب الأحمر تمكن من تقديم بعض الامدادات الأولية مثل الأوكسجين والمستلزمات الطبية لمدينة سرت حيث ان الاشتباكات الضارية تسببت في تفاقم الاوضاع الانسانية للسكان وأجبرتهم على النزوح الجماعي. وعن عمليات نزوح المواطنين من سرت قالت بلطيقة انها «مازالت مستمرة» مؤكدة حرص المنظمة باعتبارها محايدة على التواصل الدائم مع «طرفي النزاع في ليبيا». وكان ممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر هشام خضراوي قد اكد في تصريحات سابقة اثر زيارته مدينة سرت ان وضع السكان فيها مزري مشيرا إلى انهم يموتون بسبب عدم توفر الخدمات الطبية الاساسية وعدم تمكنهم حتى من بلوغ المستشفى بسبب الغارات والمعارك المتواصلة. وأضاف أن مستشفى «ابن سينا» الرئيسي في المدينة قصف بالصواريخ . ومن جانبه كشف الامين العام للهلال الأحمر الليبي عبد الحميد المدني يوم أمس عن وجود أكثر من خمسين ألف نازح ليبي بسبب الأوضاع التي شهدتها البلاد منذ بدء النزاع المسلح و خصوصا بسبب المعارك في مدينتي سرت وبني وليد. وأفاد انه حتى الأربعاء بلغ عدد النازحين من سرت التي يسكنها حوالي 80 ألف نسمة نحو 18 ألف نازح ومن بني وليد 25 ألف نازح . ويذكر ان هجوم قوات المجلس الوطني الانتقالي على مدينة سرت بدأ قبل أسبوعين، غير انهم لم ينجحوا في السيطرة الكاملة على مدينة سيرت حيث يواجهون مقاومة شرسة من القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وعلى الصعيد السياسي أعاد المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس الاثنين تشكيلة مكتبه التنفيذي حسب ما صرح به مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي. ونقلت مصادر صحفية عن عبد الجليل قوله خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة بنغازي الليبية أنه «سيتم تكليف سليمان علي الساحلي بملف التربية والتعليم فيما سيتكفل قاسم النمر بملف البيئة وأحمد جهاني بملف إعادة الاعمار وجلال الضغيني بملف الدفاع». وأضاف «أنه سيتم تكليف ناجي بركات بملف الصحة وهنية القماطي بملف الشؤون الاجتماعية أما محمود شمام سيسير ملف الإعلام وحمزة أبوفاس مكلف بملف الشؤون الدينية والأوقاف». كما سيتولى أنورالفيتوري ملف المواصلات والاتصالات فيما عاد ملف العدل إلى محمد العلاقي وفق نفس المصدر الذي أوضح أنه تم استحداث ملف لرعاية أسر الشهداء والمفقودين والجرحى وكلف عبد الرحمن الكيسا به مع إلغاء ملف نائب رئيس المجلس. وحسب تشكيلة المكتب التنفيذي الجديد فقد احتفظ جبريل برئاسة المكتب وحقيبة الخارجية وعلي الترهوني بحقيبة المالية إلى حقيبة النفط بصورة مؤقتة إلى حين تفعيل مؤسسة النفط خلال أسبوع. وفي سياق متصل حث رئيس المجلس الانتقالي الشعب الليبي على ضرورة تفهم المرحلة الحرجة والاستثنائية التي تمر بها البلاد حاليا. كما أشارعبد الجليل الى أنه سيتم التحقيق في كافة الشكاوى حول انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان حدثت خلال الفترة الماضية.