أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس الجمعة، أن ”الثوار دخلوا بني وليد وسرت”، معقل قوات معمر القذافي، وكلفت معركة للسيطرة على مدينة سرت منذ مساء أول أمس الخميس سقوط المئات من القتلى، بحسب التقارير الميدانية لوكالات الأنباء العالمية، التي نقلت على لسان أحد المتحدثين باسم قوات المجلس الانتقالي الليبي أن المعارك التي دارت منذ أول أمس الخميس في ضواحي سرت أسفرت عن مقتل العديد من المقاتلين الموالين للقذافي، فيما لقي ثلاثة مقاتلون من قوات الانتقالي حتفهم. قالت تقارير المعارضة الليبية إن الناطق الرسمي باسم حكومة القذافي قد لقي حتفه في اشتباك بمنطقة الجيزة 3 بمدينة سرت بعد اشتباكات دائرة بين الثوار وكتائب القذافي داخل مدينة سرت. تأتي هذه المعلومات بعد ساعات من إعلان موسى إبراهيم، المتحدث باسم العقيد الليبي الفار، معمر القذافي، أن الزيارة التي قام بها إلى طرابلس الخميس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هي ”لتدشين المشروع الاستعماري واقتسام الكعكة الليبية”. وقال إبراهيم في تصريح لقناة ”الرأي” التي تبث من دمشق إن ”الزيارة إعلان لتدشين المشروع الاستعماري في ليبيا وإعلان رسمي لبدء تنفيذ هذه المؤامرة (...) إنهم يستعجلون ثمار سقوط طرابلس في أيديهم لفترة مؤقتة، فهم يخشون طبعا من قدوم أمريكا وبعض الدول الأخرى لجني الكعكة الليبية كما يرونها”. وأضاف: ”لقد أسرعوا بالحضور إلى طرابلس كي يقيموا الاتفاقات السرية مع العملاء والخونة ويضمنوا الاستيلاء على النفط وعلى الاستثمار تحت مسمى إعادة الإعمار، وها هم الآن يتكلمون عن إعمار ليبيا بمئات المليارات (...) هم يدمرونها ثم يعمرونها بأموال الليبيين، وهم أبعد ما يكونون عن الإعمار، إنهم يتسابقون لنيل الكعكة الليبية”. وبينما أكد قادة حلف شمال الأطلسى عزمهم مواصلة مهمة البحث عن القذافي، أعلن ستيفن أندرسون، الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأنه خلال الثلاثة أسابيع الماضية تم اكتشاف ما لا يقل عن 13 مقبرة جماعية في ليبيا. وأضاف أندرسون – بحسب وكالة الأنباء الألمانية – أن فرق اللجنة ساعدت في العثور على 125 جثة في 13 موقعا مختلفا داخل وخارج طرابلس. ومن جهتها، أعلنت منظمة ”هيومن رايتس ووتش” أنه جرى استخراج 34 جثة من مقبرة جماعية غرب ليبيا، واتهمت المنظمة كتائب العقيد معمر القذافي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية عندما كانوا يسيطرون على المنطقة قبل أن يسيطر عليها الثوار في أوت الماضي. خبير عسكري: من الضروري إرسال قوات حفظ سلام إلى ليبيا دعا الخبير العسكري الروسي، إيفان كونوفالوف، المجتمع الدولي إلى إرسال قوات حفظ سلام إلى ليبيا للحيلولة دون انتشار الفوضى في البلاد. وأشار الخبير خلال لقاء مع قناة ”روسيا اليوم” إلى أن المجلس الوطني الانتقالي بسبب كونه تحالف فصائل مختلفة وقيادات ميدانية لا يقدر على فرض سيطرته الكاملة على البلاد ونزع السلاح عن السكان، علما أن نظام القذافي كان يملك مخازن ضخمة من الأسلحة والذخيرة. وذكر كونوفالوف أن العمليات الحربية في محيط مدينتي سرت وبني وليد مستمرة، لكن المجلس الوطني الانتقالي لا يسعى في الوقت الراهن لتصعيدها خوفا من وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الموالية له. وذكر أن ما تبقى من كتائب العقيد المخلوع معمر القذافي ترابط في هاتين المدينتين وهي قوات محترفة قادرة على التصدي للثوار لمدة طويلة. واعتبر كونوفالوف أن الانتقالي لن يتمكن من التغلب على قوات القذافي دون مساعدة حلف الناتو.