رأى الكاتب الجزائري محمد حسين طلبي، المقيم بالخليج، أن هناك إجحافا كبير في حق الثقافة الجزائرية في دول الخليج، حيث لا يكاد يذكر دور الجزائريين المثقفين المقيمين في هذه المناطق من ناحية التعريف بالموروث والزخم الثقافي الذي يشهده ويعرفه الوطن منذ الأزل، ملقيا اللوم على عاتق الدولة بسبب انسحابها الكامل وتخليها عن أي مبادرة في هذا الشأن، إضافة إلى غياب القنصليات والسفارات الجزائرية بدول الخليج عن النشاطات والأمسيات التي يقيمها الجزائريون هناك. وتأسف طلبي، على هامش الندوة الصحفية التي جمعته بمثقفين والأسرة الإعلامية بالجاحظية، عن التقصير الذي تمارسه الدولة الجزائرية في حق ثقافتها، حيث أكد في هذا الصدد أن الجزائر وباعتبارها احد أجزاء المغرب العربي تملك عددا معتبرا من الأقلام والأسماء المميزة التي لا يستخف بها، والتي بإمكانها رسم وجه وطنها خارج ترابه وتشريفه أحسن تشريف، مضيفا أن “المغرب أفضل بكثير إبداعيا من الخليج والمشرق العربي”. أما عن الجزائر كبلد، فقد أكد ذات المتحدث أن الكثير من المثقفين والعارفين بالزخم والثراء الذي يميزها يتساءلون أين هي الجزائر؟ حيث جاء هذا السؤال نتيجة الغياب الشبه التام لبلادنا في المشرق والخليج، الشيء الذي جعله، كما أكد طلبي انه يضاعف مجهوداته ويحاول المشاركة في كل الفعاليات الثقافية في الخليج لإبراز الوجه الحقيقي لوطنه، وتوضيح مكان غامضا عن أقلام وأعمدة ثقافة بلده، قائلا “كنت أستغل المنابر الثقافية كالنادي الثقافي العربي، اتحاد الكتاب، جمعية الصحفيين، وبيت الشعر بالشارقة أو بالإمارات لأوصل هذه الرسالة وكذلك من خلال الكتابة في مختلف الصحف والمجلات”. وقد أكد حسين طلبي ضيف الجاحظية، أن الإعلاميين والكتاب والمثقفين المقيمين بدول الخليج المختلفة، والذين يشكلون مجموعة قوية لو مُدت لها يد العون لصنعت وقدمت الكثير لثقافة بلدها، أكد أنهم عجزوا عن لم شتاتهم وتوضيح الصورة الحقيقية لموروثاتهم وثقافتهم، حيث حاولوا، كما قال، في الكثير من الأحيان التعريف بصورة بلدهم، والتنسيق مع سفارتهم في ذلك البلد إلا أن “الرياح تجري بما لا تشتهي السفن”. كما تحدّث حسين طلبي عن تجربته في الكويت التي تعد احد المحطات التي وقف عندها في مسيرته الثقافية بالخليج، حيث أكد أن الحياة الثقافية في الكويت وباقي دول الخليج تعتمد على الكتاب والمثقفين والإعلاميين القادمين من مختلف الدول العربية سواء من المشرق أو المغرب، يعني أن المشاركات الخليجية ضئيلة، إلا أن هذه الدول وبمؤسساتها الثقافية المختلفة تعتمد بالدرجة الأولى على المسابقات في مختلف القوالب الثقافية من أدب ونقد وشعر وغيرها، والجوائز التي تمنحها للفائزين، بهدف تحفيزهم وإنعاش الحركة والمناخ الثقافيين فيها. وأخيرا أعاد الكاتب محمد حسين طلبي بالقول، ان الجزائر تملك أقلاما وأسماء لا يستهان ولا يستخف بها بإمكانها إخراج الثقافة الجزائرية بمختلف أنواعها خارج التراب الوطني والتعريف بها، لكن هي بحاجة إلى من يساعدها في توصيل الرسائل التي تحملها، خاصة وان الميدان الثقافي داخل الوطن، كما بين طلبي، يعرف انتعاشا وتطورا في السنوات الأخيرة من خلال النشاطات المهرجانات والفعاليات التي تنظمها مختلف المؤسسات الثقافية.