استغرب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، ما وصفه ب«صمت» الاتحاد الافريقي أمام العدوان العسكري الذي تشنه قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس وعدم اتخاذ التكتل الاقليمي «موقفا حازما تجاه المعتدي»، داعيا لجنة الاتحاد رفيعة المستوى إلى التحرك «لتصحيح هذا الموقف». قال السراج خلال لقائه مع رئيس جمهورية الكونغو دنيس ساسو نغيسو بالعاصمة برازافيل قبل يومين، إنه «من المستغرب أن تقصف عاصمة إفريقية (طرابلس) ويبقى الاتحاد الإفريقي صامتا دون أن يتخذ موقفا حازما تجاه المعتدي». دعا السراج خلال اللقاء، لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى التي يرأسها رئيس الكونغو الى «التحرك لتصحيح هذا الموقف»، وفق إدارة إعلام حكومة الوفاق الليبية. ذكرت نفس المصادر أن اللقاء بين السراج و ساسو نغيسو تناول مستجدات الوضع في «ظل الاعتداء الذي تتعرض له العاصمة طرابلس منذ 4 أفريل الماضي»، وتطرق لجهود لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى المعنية بإيجاد حل للأزمة في ليبيا. أوردت صفحة حكومة الوفاق عبر موقع (فيسبوك) عن السراج حديثه في لقائه بنغيسو، عن تبدد الأمل، يوم 4 أفريل، تاريخ الاعتداء على العاصمة طرابلس وقصفها بالطائرات والأسلحة الثقيلة، «الذي نسف العملية السياسية» بعد التطورات الكثيرة منذ مشاركته في الاجتماع الرابع للجنة الإفريقية وما تلاها من عقد اجتماعات عديدة نتج عنها تفاهمات إيجابية يمكن البناء عليها، من بينها عقد المؤتمر الوطني الجامع الذي كان مقررا في 14 أفريل، وفق قوله. أضاف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من الاممالمتحدة، أن « الاعتداء على طرابلس جاء نتيجة لما تلقاه المعتدي من أسلحة ودعم مالي، حتى توهم أن بمقدوره الانقلاب على الشرعية واجتياح العاصمة الليبية في ساعات والاستيلاء على السلطة». تابع السراج أنه أطلق مبادرته للخروج من الازمة الراهنة « من منطلق الإيمان بالحل السياسي» للصراع، موضحا انها تبدأ بعقد ملتقى ليبي يشارك فيه جميع الليبيين المؤمنين بالحل السلمي والدولة المدنية الرافضين لعسكرة الدولة، تمهيدا لانتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية هذا العام. أعرب عن أمله في أن يساهم الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي إلى جانب الأممالمتحدة في إنجاح العملية الانتخابية. كما أكد السراج بأن حكومة الوفاق «لا تدافع فقط عن العاصمة وسكانها بل تدافع أيضا على حلم الليبيين في الدولة المدنية الديموقراطية، وأنها تحقق تقدما على كافة محاور القتال، وهي عازمة على الاستمرار في مقاومة العدوان ودحره». من جهته، أشاد رئيس الكونغو برازافيل بجهود السراج ومبادرته لإنهاء الصراع في ليبيا، مجددا التأكيد أنه «لا حل عسكريا للأزمة الليبية « ومشددا على ضرورة العودة لمسار الحل السياسي»، وفق صفحة حكومة الوفاق. كان فايز السراج وصل، أمس الاربعاء، إلى برازافيل في زيارة الى جمهورية الكونغو تستغرق يوما واحدا على رأس وفد يضم عددا من كبار المسؤولين.