أقر وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى أمس أن قطاعه مازال بعيدا عن تحقيق الأهداف المسطرة، لا سيما تلك المرتبطة بتحسين الإنتاج والإنتاجية، داعيا مختلف الفاعلين من فلاحين، محولين وصناعيين إلى تنسيق الجهود وبناء علاقة تكامل لتصويب كل القدرات والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد. وقال بن عيسى، في اجتماع الدورة ال 11 لتقييم عقود النجاعة للولايات والتي جمعت إطارات القطاع، ورؤساء المجالس المهنية لمختلف الشعب الفلاحية ورؤساء 10 بلديات لأول مرة، أن النتائج المحققة في الثلاثي الأخير من الموسم الفلاحي 2010 2011 محتشمة، وتظل بعيدة عن الأهداف المسطرة، الأمر الذي يستوجب تكاثف الجهود بين مختلف الفاعلين وبناء علاقة تكامل تسمح بتحسين الإنتاجية ورفع نسبة نمو القطاع. واعتبر وزير الفلاحة، أنه بالإمكان تحقيق نتائج أفضل ولكن في حال استغلال كافة آليات الدعم والمرافقة التي وفرتها الوزارة الوصية والسلطات العليا للبلاد في إطار سياسة التجديد الفلاحي والريفي، داعيا كل الفاعلين سواء محولين أو منتجين لاستغلال كافة الظروف لتحسين إنتاجياتهم وربحهم، والعمل على عصرنة وتقوية الفلاحة، وذلك من خلال ربط علاقات متكاملة في إطار التأطيرات المالية والتقنية. وشدد بن عيسى، على ضرورة أن يعمل كل طرف على تحديد دوره، وكيفية تحسين مشاركته في الأمن الغذائي، وذلك ضمن منافسة شريفة تعود بالفائدة على القطاع . وأظهرت إحصائيات القطاع فيما يخص تقييم عقود النجاعة في شعبة الحبوب، تراجع إنتاج الجزائر لمادة القمح بنوعيه ب 3,6 مليون قنطار، حيث قدر الإنتاج ب 42,45 مليون قنطار، في وقت بلغ العام الماضي 45 مليون قنطار. وأرجع المسؤول الأول عن قطاع، تسجيل هذه النسبة إلى الجفاف الذي ضرب المناطق الشرقية للوطن. وطرح هذا التبرير، تساؤل حول فعالية الدعم المقدم للفلاحين في إطار تشجيع استعمال الري التكميلي، حيث تقدم الدولة 60 بالمائة من الدعم لاقتناء أنابيب السقي في وقت يشتكي الفلاحون من الجفاف بل ويحملونه مسؤولية تراجع الإنتاج وضعفه، وهي تبريرات غير منطقية في ظل الإعانات المقدمة. وبعكس الحبوب، سجلت الشعب الفلاحية الأخرى نتائج إيجابية خلال الثلاثي الثالث من موسم 2010 2011 حيث بلغ الإنتاج في شعبة الحمضيات أكثر من 11 مليون قنطار، من هدف إجمالي محدد في عقود النجاعة ب 9,42 مليون قنطار، فيما وصل إنتاج التمور خلال هذه الحملة إلى أكثر من 7,24 مليون قنطار، وإنتاج الزيتون إلى أكثر من 6,1 مليون قنطار. أما شعبة البطاطا، فقد بلغ الإنتاج حسب الإحصائيات المقدمة -والتي رفض المسؤول عن قطاع الفلاحة التشكيك في صحتها، كونها أعدت من طرف القاعدة وليس من قبل الوزارة38.49 - مليون قنطار مقابل 32 مليون قنطار خلال موسم الجني 2010. وفيما يخص شعبة الحليب، فقد بلغ الإنتاج المسجل في الثلاث فصول الأولى للموسم الحالي 2010 2011، أكثر من 2,92 مليار لتر، وحققت كل من ولايات سطيف، سيدي بلعباس وسكيكدة حوالي 19 بالمائة من الإنتاج الوطني. وبخصوص تقييم عقود النجاعة للولايات الخاصة بالتجديد الريفي، فأشارت الإحصائيات إلى أن إجمالي المشاريع الجوارية للتنمية الريفية المندمجة والمقدر عددها ب 5242 مشروع تم تشكيلها واعتمادها على المستوى المحلي من بينها، 3542 تم الشروع فيها فعليا وتنفيذها ميدانيا. من جهة أخرى، وبشأن توفر المواشي لعيد الأضحى، طمأن وزير الفلاحة بتوفر أضاحي العيد حيث قدر عدد رؤس الأغنام المتوفرة ب 23 مليون رأس، تم تلقيح 17,5 مليون رأس لحمايتها من الأمراض المعدية. وعن سعرها، رفض الوزير حصره في رقم معين واكتفى بالقول أنه سيخضع لقانون العرض والطلب.