رغم أن القائمة الموسعة التي وضعها الناخب الوطني تحسبا للمباراتين الوديتين القادمتين ضمت 9 لاعبين من المحليين فقط مقابل 22 عنصرا من المحترفين ..إلا أن هناك الكثير من المؤشرات تبعث الأمل في نفوس اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي، في التواجد ضمن المنتخب الأول الذي يعتبر حلما بالنسبة لكل الجزائريين سواءً في الداخل أو الذين يلعبون في النوادي الأوروبية. منذ تولي البوسني هاليلوزيتش قيادة العارضة الفنية للمنتخب، لم يتوان في إبداء نواياه ببناء فريق تنافسي بعقلية هجومية تمكنه من استرجاع بريقه وتحقيق الهدف الاسمي المتمثل في التأهل إلى مونديال البرازيل 2014، وإن كانت هذه النوايا تبدو صعبة التجسيد على الواقع، إلا أن ما بدر منه لحد الآن أعطى انطباعا أن القطار يتجه على السكة التي رسمها له والتي تقوم على عدة معايير، تقصي الأقدمية وحمل الألوان بالاسم فقط أو تحت ضغط الإعلام أو الجمهور، ولكن تقوم على الجاهزية وعدم التفريق بين اللاعبين. هذا المبدأ وإن كان مصيبة لدى بعض العناصر إلا أنه كان بمثابة الفائدة العظمى بالنسبة للذين ينشطون مع حسين مترف في بطولتنا المحلية، وقد أزال هذا اللاعب الشك باليقين في المبارة الأخيرة ضد إفريقيا الوسطى لما لعب كامل أطوارها ونال إشادة مدربه. زوال مركب النقص.. بالإضافة إلى عودة جزء من الثقة في اللاعب المحلي كان هناك أمرا آخر أثلج صدور كامل الجزائريين، وهو تلاشي الحاجز المعنوي بين المحترفين والمحليين الذي كان يسود معظم التربصات، وكانت فرحة أبناء الدوري المحلي لا تكتمل بسبب التحاقهم بالمنتخب وهم يعلمون مسبقا بأن الأفضلية والأولوية للقادمين من القارة العجوز، ويعتقد الكثير أن تواجدهم مجرد تكملة للقائمة ليس إلا. والظاهر الآن أن اللاعب المحلي لا يستدعى إلا إذا كان الفريق في حاجة إلى خدماته في منصب معين واستدعاء كل من حشود ومفتاح اللذان يشغلان منصب الظهير الأيمن جاء نظرا للخلل الموجود في الجهة اليمنى للدفاع منذ مدة طويلة، وما عليهما سوى إثبات قدراتهما في الفرصتين الذهبيتين أمام تونس والكامرون. وفي إجابته عن ابعاد زياني في المباراة الأخيرة قال وحيد هاليلوزيتش مدافعا عن خياره “لو استدعينا زياني فلن نتمكن من تجريب جابو الذي لابد من يحظى بفرصة” وفي هذا التصريح دليل على أن الفارق ليس كبير بين المحلي والمحترف لديه ويجب منح الجميع الفرصة بالتساوي، ولا يوجد لاعب لا يمكن تعويضه والمواهب المحلية قادرة على ذلك بسهولة . صحيح أن في الكرة الجزائرية تعيش أزمة حقيقية في الوقت الراهن والتي دفع ثمنه اللاعب المحلي وحتى المدرب المحلي، إلا هذا لا يقصي هؤلاء من حق التواجد ضمن تعداد المنتخب وقد برهنوا على ذلك في العديد من المرات وفي جميع الفئات والدليل على ذلك النتائج التي حققها المنتخب الأولمبي والعسكري ومنتخب المحليين في الشأن الأخير. وحسب المثل القائل، يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، فإن الناخب الوطني سيجد نفسه الرجوع إلى اللاعب المحلي نظرا إلى قلة المواهب الجزائرية في الخارج. كما أن هؤلاء لم يتمكنوا من تقديم الشيء الكثير رغم الأفضلية والوقت الذي منح لهم لذلك، فلابد من إعطاء فرصة للذين ينشطون في الداخل لإعادة الاعتبار لأنفسهم. بوشوك ..أسلوب جديد في التعامل مع المحليين صنع مهاجم شباب باتنة سعيد بوشوك الحدث أكثر من الوافد الجديد سفيان فغولي لاعب فالنسيا، فلم يكن أحد يتوقع الأمر بتاتا، لكن ما يمكن استخلاصه من هذه الدعوة أن هاليلوزيتش يستدعي ما شاهدت عيناه ووقف عليه شخصيا، وليس اللاعبين الذين تقدمهم الصحافة أو الذين ينشطون في النوادي الكبيرة، ويمكن أن يجد في أمثال بوشوك ما كان يبحث عنه في المحترفين أو حتى المصنفين الأفضل في البطولة. يتواجد اللاعبون الذين ينشطون في صفوف المنتخب الأولمبي في أفضل رواق للالتحاق بالفريق الأول لكونهم دائما تحت المتابعة سواء من طرف المدرب أو من احد مساعديه، ومدام المحليين يشكلون النواة الكبرى للأولمبي فإن الفرصة المتاحة أمامهم للفت الأنظار كبيرة جدا، وما سيحفزهم هو استدعاء بوشوك الذي أكد أن الباب مفتوحا للجميع والكرة في أرجل اللاعبين وسيكون لكل مجتهد نصيب.