بلغ أمس عدد الأشخاص الذين قدموا ملفات ترشحهم للانتخابات الرئاسية التونسية لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات 58 مرشحا، وذلك في آخر يوم لقبول الترشحات التي انطلقت يوم الجمعة الماضي. ومن أبرز المترشحين رئيس الحكومة يوسف الشاهد (43 عاما)، الذي سيخوض غمار الانتخابات المبكرة المقررة إجراؤها في 15 سبتمبر 2019، عن حزب «تحيا تونس». كذلك يخوض وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي (69 عاما) السباق الرئاسي كشخصية سياسية مستقلة رغم أنه يحظى بدعم عدد من الشخصيات السياسية والأحزاب الليبرالية وبينها «نداء تونس» و»آفاق تونس». كما أعلن الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي (74عاما) الذي حكم البلاد منذ 2011 وحتى 2014، الترشح عن حزبه «المؤتمر من أجل الجمهورية»، وهوأول رئيس في الوطن العربي يأتي إلى سدة الحكم ديمقراطيا ويسلم السلطة ديمقراطيا إلى المعارض المنافس بعد انتهاء مدة ولايته. ولأول مرة، أعلنت حركة النهضة الإسلامية ترشيحها نائب رئيسها عبد الفتاح مورو(71 عاما) للانتخابات المبكرة، وهومحام يشغل حاليا منصب رئيس البرلمان بالنيابة. كما قرر رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب البديل التونسي مهدي جمعة خوض غمار الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، لكن وفاة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الشهر الماضي عجلت بتقديمها إلى 15 سبتمبر المقبل. وقدم محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس والمستشار السابق لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ملف ترشحه للهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وقدمت وزيرة السياحة سلمى اللومي أيضا ملف ترشحها عن حزب الأمل. كما أودع مؤسس تيار المحبة محمد الهاشمي الحامدي ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية. لرجال الاعمال والمرأة نصيب ولرجال الأعمال نصيب في هذا السباق، حيث ترشح رجل الأعمال والناشط السياسي المستقيل مؤخرا من حركة نداء تونس سفيان بن ناصر، وترشح أيضا رجل الأعمال رضا شرف الدين النائب في البرلمان حاليا ورئيس نادي كرة القدم النجم الرياضي الساحلي. ورغم الصعوبات التي واجهها منذ إعلانه عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، تمكن مدير قناة نسمة نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس من تقديم ملفه للجنة الانتخابات. وللمرأة نصيب، حيث قامت رئيسة الحزب الدستوري الحر المحامية عبير موسي بإيداع ملف ترشحها، وقررت أيضا ليلى الهمامي، أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة لندن، إحدى أبرز الناشطات الفاعلات في الساحة السياسية التونسية، ترشحها إلى منصب الرئاسة. ويكتسب الرهان الانتخابي الرئاسي المرتقب في تونس أهمية قصوى بالنظر لمركزية منصب رئيس الجمهورية في المعادلة الوطنية، كما أن طبيعة النظام السياسي في صيغته الدستورية الحالية يعطي صلاحيات أكبر لرئيس الحكومة على حساب رئيس الدولة. وتعلن الهيئة العليا للانتخابات في 31 أوت على أبعد تقدير، أسماء المرشحين النهائيين لهذه الانتخابات. وتبدأ الحملة الانتخابية من 2 إلى 13 سبتمبر، وبعد يوم الصمت الانتخابي، يدلي الناخبون بأصواتهم في 15 سبتمبر. وتعلن النتائج الأولية للانتخابات في 17 سبتمبر بحسب برنامج الانتخابات الذي أعلنه للصحافيين رئيس الهيئة العليا للانتخابات نبيل بفون. ولم يتم تحديد موعد الجولة الثانية التي يفترض أن تجري، اذا تطلب الأمر، قبل 3 نوفمبر بحسب رئيس الهيئة العليا للانتخابات. الشاهد ..طموح كبير في بلوغ قصر قرطاج أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، الخميس ترشحه لانتخابات الرئاسة وذلك قبل يوم من غلق باب الترشح. وقال أصغر رئيس وزراء تونسي في مؤتمر لحزبه تحيا تونس، «فكرت جيدا وقررت الترشح لمنصب رئيس الجمهورية». ويجب أن تثبت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ترشيح الشاهد وهومهندس زراعي يبلغ الثالثة والأربعين. ومن خلال ترشّحه لهذا المنصب يقول الشاهد إنه «يريد الانفصال عن النظام القديم وإعطاء الأمل لجميع التونسيين وبخاصة للشباب بأن بإمكانهم أن يكونوا في مناصب مهمة في الدولة». وحزب تحيا تونس الذي تأسس في بداية السنة، أصبح يملك ثاني كتلة في البرلمان بعد حزب النهضة الإسلامي. ودخل الشاهد الحلبة السياسية عام 2011 بتأسيس حزب صغير. وجرى اختياره في 2016 من الرئيس الراحل قايد السبسي لمنصب رئيس الحكومة حين كان عضوا في حزب نداء تونس، حزب الرئيس الحاكم. لكن إثر خلافات داخلية، خصوصا مع حافظ قايد السبسي نجل الرئيس، غادر الشاهد الحزب لتأسيس حزب تحيا تونس الذي يضم خصوصا أعضاء سابقين في حزب نداء تونس. والشاهد هورئيس الحكومة الاطول بقاء في المنصب منذ التغيير الذي شهدته تونس عام 2011.