دعا رئيس الجمهورية العربية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليزاريو محمد عبد العزيز، أمس شعوب العالم إلى مرافقة المقاومة التي يخوضها الشعب الصحراوي، برفع الحصار المغربي المفروض عسكريا، وإعلاميا على الأراضي الصحراوية المحتلة، ومؤازرة مناضلات ومناضلي انتفاضة الاستقلال الذين يتعرضون لأبشع التضييق والترهيب. وقال الرئيس الصحراوي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الندوة الدولية الثانية حول حق الشعب الصحراوي في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي المنظمة بالجزائر، إن المجتمع الدولي، الذي سارع إلى إصدار وتنفيذ قرارات تقضي بحماية المدنيين في مناطق أخرى من العالم، (مطالب) اليوم بالتحلي بنفس المسؤولية إزاء الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الدولة المغربية، منذ احتلالها العسكري للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975، ولا تزال ترتكبها إلى اليوم في حق الصحراويين العزل، بشهادة هيئات ومنظمات دولية مختصة، بما فيها مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان. وأكد عبد العزيز، أن المقاومة السلمية الصحراوية بحاجة إلى مؤازرة كل أنصار الحرية والديمقراطية، وذلك بالمتابعة الدائمة لها في المنابر الحقوقية والإعلامية والتواجد المكثف في عين المكان، كنشطاء حقوقيين وإعلاميين ومراقبين مستقلين ومتضامنين وشهود. وذكر الرئيس الصحراوي، بأن المملكة المغربية هي من تنصلت من التزاماتها الدولية، بعد أن وقعت مع الطرف الصحراوي على مخطط التسوية الأممي الأفريقي الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي سنة 1991، والقاضي بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهو التراجع الذي يلزم على العالم أن يسارع لفرض العقوبات والضغوطات اللازمة على الحكومة المغربية حتى تكف عن عرقلة الاستفتاء. واستغرب في هذا السياق، موقف بعض الدول الكبرى المدعمة للأطروحات الاستعمارية المغربية في الصحراء الغربية، على غرار فرنسا التي قال أنها تناقض سمعة بلادها، كمهد لحقوق الإنسان، حين تحول دون إصدار قرار لمجلس الأمن يضمن حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، مؤكدا أن الدفاع عن حقوق الإنسان واجب على الجميع كما هو حق للجميع، ولا يقبل أي استثناء أو انتقائية، فلا يمكن أن يزعم أي طرف في العالم أنه يدافع عن حقوق الإنسان، مالم يكن متشبثا بحق إنساني أساسي الا وهو تقرير المصير ودعم الشعوب في مقاومتها. وجدد الرئيس الصحراوي، التأكيد أن الشعب الصحراوي ماض بلا هوادة في كفاحه إلى غاية تحرير استقلاله حتى ولو تطلب الأمر وقتا طويلا. ملتزمون ببذل الجهود لتحرير الرهائن المختطفين في أقرب الآجال من جهة أخرى، وبخصوص قضية اختطاف الرعايا الأجانب من مخيمات اللاجئين الصحراويين العاملين في منظمات إغاثة دولية جدد الرئيس الصحراوي تنديده وإدانته للجريمة البشعة، معتبرا إياها ''عملا إرهابيا'' يستهدف جبهة البوليزاريو والشعب الصحراوي. وأكد عبد العزيز أن «الجمهورية الصحراوية المرتبطة بمعاهدة مكافحة الإرهاب في إطار الاتحاد الإفريقي ملتزمة ببذل كل الجهود لتحرير الرهائن في أسرع الآجال»، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الجريمة والتضامن مع الشعب الصحراوي والضحايا وعائلاتهم. ووصف الرئيس الصحراوي عملية الاختطاف بالعمل الإجرامي الجبان موضحا أنه يستهدف جبهة البوليزاريو ويزيد آلام الشعب الصحراوي الذي عانى ويعاني من إرهاب الدولة المغربية وجرائمها ضد الإنسانية منذ احتلالها للصحراء الغربية سنة 1975. واعتبر عبد العزيز أن الإرهاب، جريمة عابرة للأوطان وليست مرتبطة ببلد معين فقد عانت منه الكثير من الدول، مشيدا في هذا السياق بمكافحة الجزائر لهذه الظاهرة.