يستحوذ قطاع الأشغال العمومية على موارد مالية تخصصها الدولة لانجاز المشاريع القاعدية الضخمة التي ترسي دعائم التنمية المستدامة، وقد حازت منها مؤسسات دخلت السوق في حالة استعجال تطلبها الوضع الاقتصادي والتنموي الذي لم يكن لينتظر إلى أن تتجهز المؤسسات المحلية العمومية والخاصة بعد أن كادت أن تختفي لولا أن الاستثمار العمومي للدولة أعطاها طوق النجاة. اليوم وبعد كل هذا المسار لا تزال الأشغال العمومية تنمح فرص العمل للمؤسسات الاقتصادية سواء التي تنشط في الدراسات أو الانجاز أو المتابعة ومن ثمة الكرة في جناح المتعامل الجزائري بكافة أحجامه عموميا كان أوخاصا ليكشف عن قدراته وإمكانياته التنافسية حتى يحوز على الحصة الأكبر من الصفقات مضمونة الربح. ولا تخفي السلطات العمومية إدراكها لأهمية فتح المجال أمام المؤسسة الجزائرية شرط أن تكون في مستوى المنافسة من حيث القدرة على الالتزام بالجودة والآجال اللذان يمثلان المعيار الأهم في اعتماد الشركاء وامتلاك الجرأة في تشكيل شراكة جزائرية جزائرية قوية. وبالطبع لا يفهم من إعطاء الأفضلية للمؤسسات الجزائرية التساهل أو المجاملة بخصوص مسألة النوعية على اعتبار أن الدعم يتجه بالأساس للمتعامل الذي يجتهد ويكد لبلوغ مستوى فاعل في العمل داخل سوق مفتوحة ولا تعيش تحت الحماية التي سقطت مع حتمية الانفتاح. إن مسؤولية المتعامل الاقتصادي الجزائري المحلي أو القائم بالشراكة مع رأسمال أجنبي مطالب بأن يرتقي إلى القدر الذي يتطلبه الموقف خاصة في ظل عزم البلاد على التوجه إلى النمو في كافة القطاعات وقد جندت لذلك الموارد والإمكانيات ورسمت خارطة طريق إستراتيجية لمواصلة البناء في وقت تئن فيه بلدان أخرى بما فيها داخل الاتحاد الأوربي تحت وطأة الأزمة المالية العالمية. وتبقى للمؤسسة خاصة التي تعمل في حقل الأشغال العمومية مسؤولية في التطور لتكون في الموعد بالسهر خاصة على تنمية روح التسيير الراشد والتطابق مع قواعد التنافسية بالانفتاح أكثر على المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية وإلقاء جسور التعامل مع الجامعات والمعاهد التي تخرج كفاءات من حقها أن يكون لها موقع داخل سوق العمل بما فيه داخل المؤسسة الاقتصادية وبالذات الخاصة التي يعول عليها في إعطاء دفع لوتيرة النمو خاصة بعد المكاسب التي تحصلت عليها خلال الثلاثية التي خصصت للمؤسسة وأثمرت لصالحها جملة معتبرة من الإجراءات التحفيزية والتشجيعية في شكل قروض بلا فوائد وإعفاءات من الرسوم وأشياء أخرى.