طائرات دون طيّار للاستعمال المدني وأخرى ذات تقنيات عالية د كشيدة: الفراغ القانوني يمنعنا من تجسيد التّطبيقات في الواقع حاليا شهدت القاعدة التكنولوجية لعلم الطيران ببوسماعيل والتابعة تنظيميا لمركز البحث في التكنولوجيا الصناعية بالشراقة خلال السنوات الأخيرة قفزة علمية نوعية، من خلال تطوير عدّة نماذج من الطائرات المسيّرة بدون طيار، والمستعملة في الواقع لعدّة أغراض مدنية على غرار المراقبة عن بعد والمعالجة الدقيقة للمساحات الفلاحية. تشتغل القاعدة حاليا حسب مديرها الدكتور أحمد كشيدة وفق مسارين متكاملين يصب كلاهما في ترقية تكنولوجيا الطيران ومسايرة التكنولوجيا المتخصصة في هذا المجال، بحيث يعنى المحور الأول بالابتكار والتطوير لمختلف نماذج الطائرات المسيرة عن بعد وبدون طيار، والموجّهة خصيصا للاستعمال المدني في شتى القطاعات التنموية، فيما يتعلق المحور الثاني بالتأطير والتكوين ونقل التكنولوجيا المكتسبة وفقا لاتفاقيات مبرمة بين القاعدة ومختلف جامعات الوطن من جهة، ووفقا لمقتضيات اتفاقيات ثنائية مبنية على دفتر شروط واضح المعالم مع هيئات خدماتية أو صناعية، مع الاشارة إلى أنّ برامج التكوين تشمل جوانب متعددة من علم الطيران كميكانيك الطيران والمواد المركبة والنمذجة وفق منهجية ثلاثية الابعاد، وكذا القيادة والتحكم عن بعد في الطائرات التي تسير بدون طيار. وفي ذات السياق، فقد علمنا من إدارة القاعدة بأنّه يتمّ تأطير طلبة الليسانس والماستر والهندسة للعديد من التخصصات بمعدل 4 الى 5 مشاريع سنويا، بحيث يتعلق الأمر هنا بمشاريع نهاية الدراسة، وقد يشمل التأطير أيضا جانب الانجاز العملي للمشروع، وذلك حسب مقتضيات المشروع المقترح في حدّ ذاته، وتندرج ضمن مشاريع التأطير المسجلة بالقاعدة مسابقة الصواريخ لمجموعة من طلبة الجامعة، بحيث تمت مرافقتهم لانجاز المواد المركبة الضرورية وصناعة الصاروخ النموذجي ليتم عرضه بمسابقة رسمية بجامعة البليدة أين افتك المرتبة الأولى في صنفه. نمذجة الطّائرات: مهمّة رئيسيّة لكوادر القاعدة منذ إنشائها سنة 2014 دأبت القاعدة التكنولوجية لعلم الطيران ببوسماعيل على نمذجة وتطوير عدّة طائرات مسيرة بدون طيار، من بينها تلك التي تحوي على أجنحة ثابتة ومنها ما يتم تسييره بتقنية الاقلاع العمودي، بحيث أنه تمّ إنجاز 4 نسخ مطورة للنموذج الأول وثلاث نسخ للنموذج الثاني، ويوجّه كلّ نموذج لاستعمال محدد بالنظر الى توافق خصائصه مع مقتضيات الاستعمال، خاصة وأنّه تمّ تصنيع وتطوير كلّ نموذج وفقا لمقتضيات دفتر شروط موقع مع شريك اقتصادي لتلبية حاجة معبر عنها كما هو الحال بالنسبة للدراسة المنجزة مع شركة سونلغاز، والمتعلقة بامكانية مراقبة الخطوط الكهربائية ذات الضغط العالي عن طريق هذا النمط من الطائرات اقتصادا للوقت وتجنبا للأخطار وتماشيا ومقتضيات التكنولوجيا، وكذا ما يتعلق باتفاقية أخرى تعنى بقطاع الفلاحة الذي طوّرت لفائدته طائرة ذات إقلاع عمودي تستعمل لرش المبيدات ومعالجة المساحات بدقة كبيرة، إضافة إلى امكانية التقاط صور جوية دقيقة لمنطقة محددة لغرض معالجتها. أمل 3: طائرة بأجنحة ثابتة تحلّق 45 دقيقة دون توقّف من بين أهم النماذج التي تقترحها القاعدة التكنولوجية لعلم الطيران ببوسماعيل لشركائها الاقتصاديين، طائرة أمل 3 التي تحوي على أجنحة ثابتة بطول 3 متر لكل جناح وبوسعها حمل حمولة 1 كلغ خارج لواحقها ومرفقاتها والطيران لفترة 45 دقيقة بدون انقطاع في الظروف الراهنة، وبالنظر الى كون هذه الخصائص تبقى محدودة مقارنة مع ما تتطلبه الاستعمالات الميدانية لمجمل القطاعات، فقد شرع كوادر القاعدة مؤخرا في دراسة امكانية تطوير الطائرة مستقبلا من خلال تمكينها من حمل ما يعادل 4 كلغ من الحمولة، وهي الحمولة التي يمكن أن تترجم الى كاميرات مراقبة وملتقطات مع زيادة فترة الطيران لتبلغ 6 ساعات كاملة. آفاق: طائرات بإقلاع عمودي متعدّدة الاستعمالات من بين أهم الطائرات المندرجة ضمن هذه السلسلة، تلك التي تمّ إنجازها خصيصا لرش المبيدات ومعالجة المساحات الفلاحية، ومن أهم خصائصها قدرتها على حمل خزان من 15 لترا يستغلّ لرش المبيدات بمناطق محددة ليس من السهل رشها بالطرق التقليدية، وهي الطائرة التي تمّ ارفاقها بمجموعة من الملتقطات والكواشف المستغلة لمراقبة وفرز مناطق متميّزة. وأشار القائمون عليها إلى أنّه يمكن تجديد حمولتها دوريا بتقنيات بسيطة وفي أزمنة قياسية لغرض تحسين الأداء والوفاء بالغرض، مع الاشارة الى أنّ هذا النمط ذو الاقلاع العمودي يتم تطويره حاليا لاستعماله في مجالات مختلفة كمراقبة الطرقات وحرائق الغابات و الخطوط الكهربائية وغيرها. كشف مدير القاعدة التكنولوجية لعلم الطيران ببوسماعيل الدكتور أحمد كشيدة عن كون مجمل التطبيقات المنجزة على مستوى القاعدة تتوقف عند مرحلة مسايرة التكنولوجيا والرفع من مستوى التأطير والتكوين في المجال، ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال تجسيد التطبيقات في الميدان بالنظر الى وجود فراغ قانوني في الجزائر، ولا يتيح قانون الطيران المدني المعمول به حاليا استعمال الطائرات من دون طيار، ومن هذا المنطلق فقد طالب مدير القاعدة الجهات المعنية بالاسراع في إثراء قانون الطيران المدني بإدراج مواد جديدة تسمح باستعمال الطائرات من دون طيار بالتحليق لغرض تمكين الشركاء الاقتصاديين من استعمالها في عمليات مختلفة، مشيرا الى أنّ مجالات التطبيق متوفرة حاليا لدى شركتي سوناطراك و سونلغاز بمعية هيئات هامة تابعة للقطاع الفلاحي، وحينها يمكن للقاعدة صناعة طائرات أكثر تطورا تستجيب للحاجة المعبّر عنها وتلبي مقتضيات دفتر الشروط المنجز خصيصا لهذا الغرض، بحيث تتراوح فترة صناعة طائرة واحدة بين 3 و4 أشهر، وتبقى هذه الفترة طويلة نسبيا بالنظر الى كون بعض الملحقات يتم استيرادها من الخارج ما يطيل في عملية الانجاز، ويمكن تسريع وتيرة التصنيع الى فترات قياسية في حال تسجيل طلبات أكثر على مختلف النماذج، بحيث يمكن حينها لكوادر القاعدة الاستفادة ماديا من صنيع أيديهم وأدمغتهم، ولكن كلّ ذلك يبقى مرتبطا باشكالية المصادقة على قانون طيران مدني جديد يأخذ في الحسبان هذا النمط من الطائرات.