هي عادة قديمة تحدث كل بداية مو سم تساقط الأمطاروالتي تكون أوفر شهر أكتوبر بالخصوص كمؤشرات أولى لقدوم فصل الشتاء، ونقصد هنا عادة انفجار البالوعات وانسدادها وعدم قدرتها على استيعاب كميات المياه في حالة تساقط الأمطار بشكل غزير يفوق الساعة ونصف. ولأن ولاية جيجل تتشكل من أحياء قيد البناء والتشكل، فإن مشكل الطريق وقنوات صرف المياه يبقى مطروحا بكثرة، ورغم عملية التهيئة الحضارية التي مست أغلب الأحياء والتجزئات العقارية، بالمدينة، إلا أن المشكل المذكور أعلاه يتكرر بصفة مستمرة كلما بدأ الشتاء يطرق أبواب الولاية المعروفة بكثرة التساقط. وحتى إن كان السكان يعترفون بالتحسن المحلوظ في جانب الخدمات وتهيئة الطرق التي شملت معظمها عمليات التزفيت، إلا أن انفجار الأنابيب والبالوعات بات يقلقهم كثيرا نظرا للأضرار الناجمة عنه سواء للمركبات والمحلات وللمارة أيضا، كونها تجرف معها الأوحال والأتربة والمياه القذرة. وحي 40 هكتار بأعالي المدينة شاهد على مثل هذه الحال، فالطريق الذي يتوسطه ويربطه بحي الحدادة يكون دائما مغمورا بالأوحال والمياه في الأوقات الماطرة، الأمر الذي تسبب في انكسار هذا الطريق في مواقع عديدة منه وأصبح غير صالح للسير، خاصة قرب الجسر الفاصل بينه وبين الحي المذكور، حين زالت كل آثار التزفيت وبرزت من تحتها الصخور والأتربة في صورة مؤسفة، خاصة إذا علمنا أن هذا المقطع شهد أعمال الترميم أكثر من مرة، لكن نفس الوضعية تعاد بعد مرور كل شتاء. ولعل ما يفسر هذا هو عدم استيعاب البالوعات للمياه التي تنحدر من الأحياء السكنية العليا، ويزيد الطين بلة، عندما يكون هناك انسداد ما، ناتج عن انحسار الأتربة أو أدوات البناء في الفترة الصيفية، فمثلا في العام الماضي تسربت كميات معتبرة من المياه إلى بيوت هذا الحي بعدما تساقطت الأمطار بشكل غزير، فامتلأت البالوعات بعدما تساقطت الأمطار بشكل غزير، فامتلأت البالوعات وانفجرت الأنابيب وغمرت المياه الطريق، فما كان للسكان إلا طلب تدخل الحماية المدنية. وما حي 40 هكتار ،إلا عينة من عديد المناطق والبلديات التي تشهد خللا دائما في أنظمة الصرف، الذي لم تجد لها السلطات حلا فعالا لحد الآن رغم الامكانيات المالية التي تصرف على هذا القطاع. وقد كشف تشغيل سد كسير في شهر سبتمبر الماضي عيوب القنوات الصرفية، حيث لم تستطع استيعاب تدفق مياهه إلى السكان بنظام 24 / 24 سا، وشهدت كل الأحياء انفجار الأنابيب، مما تتطلب ايقاف العملية إلى حين. ولا شك أن طبيعة الطرقات المنحدرة التي تغلب على كافة أنحاء المدينة تعد سببا رئيسيا في عدم قدرة استيعاب البالوعات للكميات الكبيرة من المياه، والتي تتجمع كلها عند نقاط محددة مثل ما يحدث في حي الرابطة القريب من البحر، حين تتجمع فيه نسب معتبرة من الأتربة والحصى الذي تجرفها المياه من أعالي المدينة. وحتى لا تتكرر هذه الظاهر ينبغي على السلطات أن تقوم بالمراقبة الذاتية وعمليات التنقية لتوفير المسلك الملائم داخل أنابيب الصرف، كما يجب انشاء بالوعات بالمعايير اللازمة كي تكون مناسبة وليس مثل تلك التي تكون مرتفعة عن الطريق والتي لا تعرقل إلا المركبات.