تأسفت عليا طالب عضو في اتحاد الكتاب العراقيين عن الفترة التي عاشتها العراق في ظل الاحتلال الأمريكي، والذي حال دون دخول الروايات الجزائرية سيما منها الحديثة إلى وطنها، مشيرة إلى أن ذلك لم يمنعها من التعرف والاطلاع على مستجدات الساحة الثقافية عبر شبكة الانترنيت.. تطرقت عليا طالب في مداخلة لها بعنوان ''البنية السردية للرواية الجزائرية.. قراءة الأجيال'' والتي احتضنها فندق السفير في إطار الدورة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، تطرقت إلى تطور الرواية في الجزائر من بداياتها إلى يومنا هذا، مشيرة على أن النقاد اختلفوا في تاريخ ظهور هذا النوع الأدبي في الجزائر، حيث أن هناك من يرى أنها ظهرت في 1947 على يد الروائي محمد بن إبراهيم، في حين يرى آخرون أن أول نص روائي يعود لرضا حوحو عن روايته ''غادة أم القرى''، لتتوالى حسبها الإصدارات لاستبيان مواقعها ومن يحق لها حمل أسم أول رواية جزائرية، مضيفة إلى أن النقاد أجمعوا أيضا على أن تاريخ ميلاد الرواية في الجزائر تعود إلى سنة 1971 من خلال الروائي عبد الحميد بن هدوقة عن روايته ''ريح الجنوب'' وهي أول رواية بالعربية، لتأتي بعدها روايات الطاهر وطار ك''اللاز'' و''الزلزال'' وغيرها.. وقالت إنه انطلاقا من ذلك اعتبر وطار الابن المؤسس للرواية ليتعدد بعدها هذا النوع الأدبي في أفكاره وإيديولوجياته، مشيرة إلى أن الروايات في الجزائر قليلة كان بإمكانها أن تكون كثيرة ومتنوعة. من جانب آخر قدمت عالية طالب أوجه الشبه بين الرواية الجزائرية والعراقية مؤكدة على أن هناك تشابه كبير فيما بينهما من حيث تناولها للواقع، كما أنها تعتمد على الكتابة الذاتية التي تنبع من معايشة الناس، معتمدة في ذلك على ما قاله عبد الله الركيبي إن القصة الجزائرية وجدت في الثورة التحريرية منطلقا لها، ومن هذا المنطلق أشارت المتحدثة إلى أن الرواية الجزائرية تميزت بظهور جيلين أولهما جيل الاستقلال، وثانيهما جيل الإرهاب الذي ضرب الجزائر وهو ما حدث حسبها في العراق . وأضافت طالب أنه قد ظهر جيل جديد هو جيل الروائيين الشباب الذين انفلتوا عن الماضي وتحولوا عن الثورات ليس تمردا عليها، وإنما تضيف هو طريق للتجديد في الرواية الجزائرية، حيث أضحى هناك كتاب تربطهم قضايا مشتركة، ولهم نزعة خاصة. من جهتها الأستاذة ''أمال ماي'' من جامعة سطيف تطرقت إلى مداخلة بعنوان ''العجائبية في رواية سرادق الحلم والفجيعة'' لعز الدين جلاوجي، مشيرة إلى أن الروائي ذهب في رحلة بحث عن صيغ لاستيعاب شرخ وتقلبات الواقع، وقالت أن الرواية تتجاوز الواقع بطريقة عجائبية، حيث نلمس ذلك من خلال نمط وأسلوب كتاباته، إذ حضرت فيها مختلف الطقوس من المدنس والمقدس كما قاربت الأجواء والحدود الأسطورية. إضافة إلى ذلك أشارت المتحدثة إلى أن الرواية اعتمدت على تباين المفردات وحملت بين ثناياها خصوصيات من سحر وفن واقتدار، كما اعتمدت نصوص الكاتب على النصوص القرآنية وبعض القصص والحكايات التي كتبت من قبل بعض الروائيين، ناهيك عن الزمان الذي تراه أمال ماي عجائبيا، حيث يرحل بالقارئ من زمان إلى آخر ومن مكان إلى مكان..