80 ٪من حالات الصحة العقلية تشخص من قبل الأطباء العامين شدد المشاركون في الأيام التكوينية حول الصحة العقلية بسيدي بلعباس، على أهمية امتلاك الأطباء العامين لآليات تشخيص مختلف الأمراض العقلية كمرحلة أولية قبل إخضاع المرضى للعلاجات المتخصصة، باعتبار أن التشخيص الأولي يسهل على المريض تلقي العلاج الصحيح ويجنبه مضاعفات المرض وتطوره. يحتضن المعهد شبه الطبي لولاية سيدي بلعباس وإلى غاية 24 من الشهر الجاري، أياما تكوينية لفائدة الأطباء العامين لولايات الغرب الجزائري حول موضوع الصحة العقلية، وقد عمدت الوزارة الوصية إلى تنظيم هذه الأيام تطبيقا للمخطط الوطني لترقية الصحة العقلية المستمد من المخطط العالمي لترقية الصحة العقلية الذي وضعته منظمة الصحة العالمية. بحسب المدير الفرعي بالوزارة، محمد شكالي، فإن الأيام التكوينية موجهة للأطباء غير الأخصائيين في الصحة العقلية باعتبارهم محور التشخيص الأولي حيث تشير الإحصائيات إلى أن 80٪ من الحالات يواجهها الطبيب العام قبل الطبيب المتخصص في الأمراض العقلية، ما يفرض تكوين الطبيب العام في هذا المجال، وفق المخطط الوطني لترقية الصحة العقلية الذي يشمل مجموعة من الإجراءات تتعلق بدعم وتكوين الأطباء العامين في مجال الصحة العقلية. أكد أن الطلب على الصحة العقلية في تزايد وهوما يعكس الارتفاع الكبير للإصابات بالأمراض العقلية على اختلاف أنواعها ومستوياتها، مشيرا إلى أن الإكتئاب والإحباط من الحالات المرضية المنتشرة بكثرة في الجزائر حيث تتراوح نسبها بين 3 إلى 5٪، فضلا عن مرض انفصام الشخصية الذي يقدر بنسبة 1٪ أي ما يعادل حوالي 400 ألف مصاب في الجزائر. في سياق متصل كشفت المؤسسة الإستشفائية للأمراض العقلية بولاية سيدي بلعباس، عن تسجيل تزايد متواصل في عدد المرضى المصابين بالأمراض النفسية والعقلية والذي يقابله نقص كبير في الممارسين الصحيين والأخصائيين، الأمر الذي خلق ضغطا كبيرا على مستوى المؤسسة المذكورة وأثر بشكل سلبي على نوعية الخدمات الصحية المقدمة للمرضى. أكد مدير المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية، عيدوني عبد الحميد، تسجيل ارتفاع في عدد المرضى الذين تستقبلهم المؤسسة من سنة لأخرى لأسباب عديدة أهمها المشاكل الإجتماعية، والمالية والأسرية وهوالتزايد الذي يقابله نقص في التأطير المتخصص، حيث تغطي المؤسسة 5 ولايات كمعسكر، سعيدة، سيدي بلعباس، عين تموشنت وتلمسان الأمر الذي خلق حالة ضغط كبيرة على مصالح المؤسسة بالنظر إلى طاقتها الإستيعابية التي تتعدى 45 سريرا بكل من جناح الرجال والنساء في حين يفوق عدد النزلاء من الرجال فقط 60 نزيلا في كثير من الأحيان ويرتفع العدد إلى ما يزيد عن 60 حالة خلال الصائفة في حين يتراوح عدد النزيلات من فئة النساء ما بين 30 و40 مريضة. تضم المؤسسة طبيبا متخصصا واحدا تابعا لمصلحة الأطفال وطبيبتين اختصاصيتين بمصلحة المرضى الكبار، ومحاولة منها لتعويض النقص، قامت إدارة المؤسسة بإبرام اتفاقية مع المركز الإستشفائي الجامعي عبد القادر حساني لتكثيف عمل الأطباء المختصين والمقيمين للإستفادة من خدماتهم على مستوى المؤسسة المتخصصة للأمراض العقلية خاصة في المناوبات الليلية بهدف ضمان تغطية صحية تحت إشراف الممارسين الصحيين. هذا وتشهد مصلحة الأطفال هي الأخرى نقصا في التأطير المتخصص، الأمر الذي يؤثر على نوعية التكفل حيث استقبلت المصلحة منذ دخولها الخدمة سنة 2016، عددا هاما من الأطفال يفوق 1700 مريض من مختلف الأمراض النفسية والعقلية، منها أزيد من 50٪ من الحالات للأطفال المصابين بطيف التوّحد بمختلف أنواعه.