تعرف مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة رغم كل التجهيزات المتطورة التي استفادت منها مؤخرا حالة من الفوضى، نتيجة الاكتظاظ الكبير الذي يقابله نقص في الطاقم الطبي، ما يزيد من معاناة المرضى حيث ينتج عنها في الكثير من الأحيان مضاعفات صحية خطيرة. “الشعب” استطلعت كواليس ويوميات أكبر مستشفى بالجزائر والذي يقصده المرضى من كل أنحاء الوطن، أملا منهم في إيجاد العلاج اللازم على يد طاقمه الطبي، حيث أن الحصول على مواعيد للخضوع لعملية جراحية أصبح سهلا مقارنة بالسنوات الفارطة، بعد أن كان يتطلب شهورا طويلة، فالزائر لمصلحة الاستعجالات الجديدة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي يلاحظ القاعات العديدة المجهزة بهياكل وآلات جديدة بأحدث التقنيات، ما جعلها تستقطب المرضى من جميع أنحاء الوطن. وقد كان لنا في هذا الإطار حديث مع أحد الأخصائيين الذي أكد لنا أن مصلحة الاستعجالات الجديدة بمستشفى مصطفى باشا التي فتحت أبوابها لفائدة المرضى والأطباء، قد ساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على المصلحة القديمة التي لطالما شهدت حالة من الاحتقان والفوضى نظرا لصغر مساحتها ونقص التنظيم وانعدام الأجهزة الطبية الحديثة الضرورية للتكفل بالمرضى. وأفاد ذات الأخصائي، أن كل الظروف مهيأة أمام المرضى، حيث تمّ وضع أسرة خاصة بالمرضى حسب الاحتياجات وتركيب الأجهزة الطبية، إضافة إلى تخصيص قاعة استقبال كبيرة المساحة تمّ تعزيزها بمختلف المشروبات والمياه المعدنية التي قد يحتاج إليها المريض. وأفاد محدثونا أنه بالموازاة مع ذلك ، فقد تعززت هذه المصلحة التي تعد الأكبر بالجزائر، باعتبارها مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة والمتطورة على غرار الماسح الضوئي “السكانير” وتحاليل الأشعة وكذا الطاقم الطبي وقاعات الجراحة التي تتسع للكثير من المرضى. وتعد هذه المصلحة حسب محدثنا دائما، رائدة باعتبارها تتوفر على كل الوسائل الضرورية للعلاج، حيث لا يتم إخراج المريض من المستشفى إلا بعد أن يتلقى كامل العلاج اللازم عبر القيام له بتحاليل وصور للأشعة وغيرها، وبعد تشخيص حالته ومعرفة إصابته بالضبط ينقل إلى مصلحة أخرى متخصصة في علاج مرضه أو ينقل إلى غرفة الإنعاش، وهو ما يميز هذه المصلحة عن باقي المصالح المتواجدة في البلاد، وتعرف مصلحة الاستعجالات الجديدة طاقم طبي كبير، نظرا للعدد الهائل من المرضى. تقدم ملحوظ في تجسيد الالتزامات السنوية المتعلقة بالعمليات من جهة أخرى أكد عدد من الأطباء ممن تحدثوا مع “الشعب” أن من بين المشاكل التي تتخبط فيها مصلحة الاستعجالات سواء القديمة أو الجديدة هي استقبال كم هائل من المرضى، ما يجعلها تعمل بطاقة مضاعفة لاحتواء الوضع، مشيرين في هذا الصدد إلى أنه وبفضل تحسين الخدمات الصحية على مستوى الهياكل الاستشفائية الأخرى وفرض شروط جديدة تحدّد نقل وتحويل المرضى بين المستشفيات، ساهمت بقسط كبير في تحسين الخدمات الصحية لتتماشى وعدد المرضى. وعن العمليات الجراحية ،أكد محدثونا أن المستشفى عرف تقدما ملحوظا في تجسيد الالتزامات السنوية المتعلقة بالعماليات، كما أن التجهيزات الجديدة التي استلمتها مؤخرا ضمنت توفير فرص أكبر للعلاج لفائدة المرضى وبطرق حديثة. بدورهم أكد عناصر فرق المناوبة في مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، أن المصلحة تستقبل أكثر من 20 ألف مسن سنويا، بالإضافة إلى مرضى الضغط الدموي والسكري والأم الرأس والحمى، ولقد تمكنت مصالح المستشفى من التكفل بهم، نظرا للإمكانيات المادية والبشرية المسخرة، حيث تكتظ قاعة مصلحة الاستعجالات منذ العاشرة صباحا، بالمرضى، والتي تتوفر على المكيفات الهوائية لاستقبال المرضى في أحسن الظروف، على مدار السنة. المرضى يشتكون... نقص في الطاقم الطبي رغم إعادة تهيئة مصلحة الاستعجالات جديدة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي وتحديثها بأرقي واحدث التقنيات والتجهيزات المتطورة، إلا أن هناك الكثير من المرضى يشتكون من نقص في الطاقم الطبي المكلف بمعاينة المرضي فور وصولهم إلى هذه المصلحة، بحيث أكدت لنا إحدى قاصدات المصلحة طلبا للعلاج ليلا، أنه لا يوجد عدد كافي من الأطباء، ولهذا نجد طوابير طويلة أمام قاعة الفحص ما يزيد من معاناة المرضى. وعند دخولنا إلى مصلحة الاستعجالات القديمة بنفس المستشفى توقفنا عند مختلف المشاكل التي يعاني منها المرضى من جهة والتي تواجه الطاقم الطبي عند القيام بواجبهم من جهة أخرى والتي تكمن في مجملها في الفوضى العارمة التي تعم المكان والناتجة عن سوء التنظيم، والضغط على مستواها وقلة الوسائل الضرورية للعلاج وكذا لجوء البعض إلى تدخل معارفهم لإجراء الفحوصات ما يولد نوعا من المشادات الكلامية بين المواطنين والأطباء وتذمرا كبيرا لدى المرضى، خاصة لدى الفئة المعوزة التي لا تقدر على القيام بهذا الفحص الذي يتطلب مبلغا كبيرا من المال في العيادات الخاصة. وقد عبرت لنا في هذا الإطار السيدة فاطمة لهذا الوضع، حيث قالت لنا أنها، التحقت بمصلحة الاستعجالات على الساعة السادسة صباحا، إلا أنها بقيت إلى غاية منتصف النهار في انتظار دورها لتلقي الفحص في ظل الإهمال والفوضى ونقص الطاقم الطبي. وتركنا السيدة تئن تحت آلامها وتنتظر دورها للمعاينة والفحص، بحيث توجهنا تجاه امرأة أخرى لا يتجاوز عمرها 50 سنة تقف أمام باب المصلحة، نظرا لعدم وجود كراسي كافية للمرضى في مكان الانتظار الضيق وهي متحسرة على ما أصابها، أكدت لنا أنها تعاني من أوجاع حادة على مستوى البطن، رجح الأطباء بأنها إصابة بمرض سرطان الكبد، وهي تسعى للكشف عن صحتها بالسكانير المعطل. وعن الخدمات الصحية التي تقدم بهذه المصلحة أشار عدد من المواطنين أنها عرفت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، غير أن نقص في الطاقم الفني وانتهاج سياسة المحاباة في أدخل المرضى ما تزال تعكس الصورة السيئة لقطاع الصحة في الجزائر. مصلحة الاستعجالات الجديدة تلقى استحسان المواطنين وعن رأي المواطنين، حول مصلحة الاستعجالات الجديدة بمستشفى مصطفى باشا التي أثارت استحسان الكثير من المرضى الذين التقيناهم بعين المكان، أكد لنا أحد المواطنين، أن إنشاء مثل هذه المصلحة أمر ايجابي ويساهم في التكفل بشكل أفضل بالمرضى، عكس ما كان عليه في السابق أين كان المريض مهمل ولا يتلقى العناية الطبية اللازمة. هي وضعية حاولنا الاستفسار عنها لدى المسؤولين بالمستشفي، غير أن محاولاتنا باءت بالفشل، بعد أن رفضوا الإدلاء بأي تصريح في هذا الشأن مشترطين استحضار تصريح خاص من وزارة الصحة.