أعلن، أمس، أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم أن حزبه يحالف في المرحلة المقبلة كل تشكيلة سياسية ترافع من أجل إرساء النظام البرلماني بدل الرئاسي مهما كان توجهها الإيديولوجي حتى وإن كان عبد الله جاب الله أو سعيد سعدي، معتبرا أن نجاح التيارات الإسلامية في المعركة الانتخابية انتصار ل«حمس»، حاسما في مسألة عدم التنافس مع هذه الأحزاب التي تقاسمهم التوجه الإسلامي، على اعتبار أنهم يتقاطعون في النضال من أجل بناء دولة عصرية متفتحة جوهرها المبادئ الإسلامية . أكد أبو جرة سلطاني الرجل الأول في حركة مجتمع السلم خلال النقاش في الندوة التي احتضنها مركز «الشعب» للدراسات الإستراتجية أن مجلس الشورى المقرر عقده اليوم سيفصل بصورة نهائية في ملف الانسحاب أو البقاء في التحالف الرئاسي، وقال أن في ذات اللقاء سيعرض على مجلس الشورى ملفين آخرين ويتعلق الأمر بكل من الإصلاحات السياسية ومستقبل الجزائر، وخلص أبو جرة في هذا المقام، إلى القول أن قرار مجلس الشورى السيد، واعترف مجيبا على سؤال يتعلق بآخر لقاء رسمي جمعه بشريكيه في التحالف صرح أن آخر لقاء في إطار التحالف كان منذ تسليم حزب «الأرندي» الرئاسة إلى نظيره «الأفلان» أي قبل عشرة أشهر من اليوم وأفاد أنه لأول مرة تتعطل عملية تدوير الرئاسة في بيت التحالف الرئاسي . وقدم رئيس «حمس» انتقادات لاذعة للبرلمان الجزائري وعاد من خلال ذلك إلى جلسات التصويت على قوانين الإصلاحات الست، حيث أوضح يقول متعجبا تارة وتارة أخرى متهكما «.. صوتت الكراسي على مشاريع الإصلاحات كون التصويت بالوكالات فاق أو جاء ليساوي عدد النواب الحاضرين» وحاول من خلال ذلك تبرير تصويت حزبه ب«لا»، نافيا ما يروج حول أن «حمس» صوت ضد مشاريع الإصلاحات انطلاقا من إملاءات خارجية ورد على هذا الاتهام أن كل أمر فعلي وجميل يأتي من الخارج يرفض حتى وإن استحسن وضرب مثالا على ذلك بمن رفضوا استحضار الوزير الأول التركي وقائع ما اقترفته فرنسا من إبادة وحشية في حق الشعب الجزائري . ووصل الاستياء بأبو جرة من خلال قناعته من عدم فعالية البرلمان ليقول: «مشاريع القوانين تمر ويصوت عليها سواء حضر النواب أو غابوا.. أو رفعوا أيديهم أم لم يرفعوا» وقدم في هذا المقام تساؤلا عن سر اختفاء النواب حيث أشار إلى غيابهم عن جلسات البرلمان وعن البيت وعن الحزب..و..و.. مندهشا عن مكان تواجدهم .. واعترف رئيس حمس أن معركة 2012 التي سيخوضونها يرتكز النضال فيها على أربعة محاور تتصدرها الحريات والشفافية حيث ذكر في سياق متصل أن في الجزائر لا يوجد أمر يسري في شفافية وكل شيء يتم تحت الطاولة ضاربا مثالا على ذلك بالانتخابات التي ترتفع نسب المشاركة فيها ليلا أي بعد الساعة السابعة مساء وكأن الجزائري لا يتوجه إلى صناديق الاقتراع إلا عندما يحل الظلام،أما بخصوص المحورين الأخيرين فيتعلق الأمر بالتداول السلمي على السلطة حتى لا تتكرر على حد تقديره تجربة «ارحل»، وآخر محور الكرامة أي أن المواطن الجزائري صار يبحث عن كرامته، مقرا بأن الكرامة الجزائرية مجروحة مستشهدا على ذلك بتشويه كل شيء حتى المجاهدين والشهداء. وفي رده على سؤال آخر، دافع أبو جرة عن خيار حزبه في دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأوضح أنهم لمسوا في الرئيس بوتفليقة قدرته في إعادة التوازن وإرساء الوسطية بين اللائكيين والإسلاميين، وأضاف يقول: «وقفنا مع الرئيس بوتفليقة بعد نجاح الوئام لإرساء السلم ثم أثمرت المصالحة، ولم يخف أنهم خشوا من عودة الاستئصالين إلى الحكم وبالتالي عودة تهديداتهم . وحول انشغال تأخر تسليم المشعل إلى الشباب يعتقد أبو جرة أن الأمر يحتاج إلى كفاح مستمر لتغيير ثقافة الوصاية والرهبة من الشباب والشك في قدراتهم وبدا سلطاني مقتنعا بأنه بعد خمسة عقود من ذكرى الاستقلال التي ستحل علينا بعد بضعة أشهر أمامنا فرصة ثمينة لتجديد الثوب السياسي لتحويل المنظومة السياسية من النظام الرئاسي إلى البرلماني مؤكدا نضالهم من أجل تكريس ذلك وتترك بعد ذلك الفرصة للشعب الجزائري حتى يصفي الجيد من الغث . وفي رده على سؤال ل«الشعب» حول إن كان يحضر من أجل الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة على خلفية تأكيده بأنه لن يترشح لرئاسة الحركة بعد انتهاء عهدته الحالية والتي لم يبق منها سوى سنة ونصف وسيتحول إلى مناضل داخل الحركة، انتفض أبو جرة ليصف هذا السؤال بالغريب كون يحق لكل من حصل على اعتماد حزب سياسي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ولم يخف رئيس «حمس» طموحه في الترشح إلى منصب رئيس الجمهورية، وإلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة إن أمكن ذلك. وكشف سلطاني عن المساعي التي قام بها حزبه لحل الأزمة الليبية للإصلاح بين القذافي والمجلس الانتقالي وتوج بالاتفاق على جعل القذافي شخصية تاريخية بإمكانه العيش في وطنه دون ممارسته للسلطة لكنهم تفاجئوا بعد ذلك بسقوط العزيزية ثم طرابلس وأعيد التشبث بالحل العسكري، غير نافي بأنهم على اتصال مع المعارضة السورية التي استقبلوها وكذا النظام الحاكم في سوريا متأسفا مما يجري من عنف وإراقة للدماء في هذا البلد الشقيق . وتطرق رئيس حركة مجتمع السلم إلى قناعة الدبلوماسية الجزائرية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول مثلما رفضت الجزائر خلال أزمتها أن يتدخل أي طرف وفضلت تسوية الأزمة بحلول وطنية، نافيا أن الجزائر تدعم ما توصف بالأنظمة الاستبدادية.