حيا، أمس، المترشح عبد القادر بن قرينة، خروج الجزائريين في مسيرات حاشدة ضد تدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر، كاشفا أنه سينشئ أقطابا اقتصادية وعلمية وكذا مجلسا أعلى للإفتاء ومؤسسة مستقلة للزكاة، ملحا على ضرورة التوجه نحو اقتصاد المعرفة. أكد بن قرينة خلال تجمع شعبي بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، أنه رغم تنوع التيارات والتوجهات ووجود اختلافات، إلا أن الجزائريين يتناسونها عندما يتعلق الأمر بالبلد وسياسة الدفاع والأمن والعلاقات الخارجية، ويصبح الكل موحدا من أجل الحفاظ على سيادة الوطن وبقائه شامخا. وفي سياق آخر، دعا بن قرينة إلى ترقية عمل ووظائف الشؤون الدينية والأوقاف وتوحيد المرجعية الدينية للأمة الجزائرية، فثبات هذه الأخيرة حسبه يكون عبر إنشاء مجلس أعلى للإفتاء للتصدي لكل الدخلاء ورد الاعتبار للإمام، مشيرا أنه سيعمل كذلك على إنشاء مؤسسة مستقلة للزكاة مكلفة بالزكاة والأوقاف لتكون مساهمة في التنمية والتكافل الاجتماعي. وأضاف أنه سيعمل كذلك على تطوير التعليم العالي وتعزيز دور الجامعات في تربية الفرد والانفتاح على سوق الشغل، أنه سينشئ أقطابا اقتصادية وعلمية لتكون ركيزة أساسية للاستثمار في العنصر البشري، معتبرا مدينة قسنطينة تستحق أن تكون قطبا علميا، وسيسعى إلى تجسيد ذلك في حال انتخابه رئيسا للجمهورية. وألح بن قرينة، على ضرورة التوجه نحو اقتصاد المعرفة لوضع الجزائر في تصنيفات متقدمة لجودة التعليم والابتكار، مشيرا أن تأخر الجزائر في تلك التصنيفات العالمية لا يعود لغياب القدرات والإمكانيات البشرية والمادية، بل بسبب الاعتماد على اقتصاد الريع وتفشي الفساد واعتماد سياسة تحطيم المؤسسات والهيئات، مؤكدا أنه ترشح من أجل صيانة وبناء الجزائر على أسس صلبة تسمح لها بالوجود على خارطة الدول الناشئة. وبعد أن وصف قسنطينة بقلعة حماية هوية الأمة وتنويهه بصناع السينما والفن والثقافة والرياضة بالمدينة، أبرز بن قرينة أن الثقافة والرياضة يؤديان أدوارا إيجابية يتكاملان ويرتبطان مع السياسة في «سمفونية واحدة» من أجل أصالة ومرجعية هذا الوطن بعيدا عن التفسخ. وجدد بن قرينة التأكيد أنه بعد أسبوع من فوزه في الانتخابات الرئاسية، سيعزز ويعمم اللغة العربية الذي ناضل من أجلها رائد نهضة الجزائر العلامة عبد الحميد ابن باديس وغيره من علماء الجزائر الصالحين، الذين ضحوا من أجل أن تبقى الجزائر محافظة على أصالتها «فلابد ألا نُضيّع أمانة الشهداء»، مضيفا أن ابن باديس يبقى مرجعا له، خاصة في قوله «شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب..». وخلال تجمع شعبي بدار الثقافة بباتنة، كشف بن قرينة أنه سيلغي التعامل بكلمة «الفخامة» وتعويضها ب»الأخ»، وسيطلق على قصر المرادية اسم قصر الشهيد مصطفى بن بولعيد، مشيدا بالرئيس الأسبق اليمين زروال الذي كان يحرص كما ذكر على إصدار الوثائق باللغة العربية والتكلم بها في جميع الاجتماعات منها مجلس الوزراء، معتبرا أن الجزائر في حاجة ماسة اليوم إلى قيم نوفمبر، الذي بفضله توحدت كل الرؤى الجزائرية وشاع مصطلح «الخاوة» بين الأسر والشهداء، مؤكدا أنه سيعمل على جمع الأمة الجزائرية وجعلها موحدة ومتراصة. للإشارة، عقب انتهاء تجمعه الشعبي بباتنة، جاب بن قرينة ومدعموه شوارع المدينة وصولا إلى ساحة الشهيد مصطفى بن بولعيد، حيث التقى خلالها المواطنين وسط أهازيج مساندة له، مجددا في كلمة مقتضبة أن مرجعية حملته الانتخابية هي بيان نوفمبر والعلامة عبد الحميد ابن باديس.