شيعت النيجر، جثامين 71 عسكريا سقطوا إثر الهجوم الإرهابي الدامي قرب الحدود مع مالي، إلى مثواهم الأخير، في مراسم أشرف عليها الرئيس محمدو إيسوفو الذي شدد على مواصلة مكافحة الإرهاب وأقرت حدادا وطنيا لمدة 3 أيام. ارتفعت الهجمات الإرهابية بشكل كبير في منطقة الساحل الإفريقي الأشهر الأخيرة، وبعد ماليوبوركينافاسو، جاء الدور على النيجر، حيث استهدفت جماعات إرهابية مدججة بالأسلحة قاعدة عسكرية بمنطقة «إيناتيس» قرب الحدود مع مالي خلفت 71 قتيلا. وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي، قبل يومين مسؤوليته عن الهجوم الدامي الذي تسبب في إرجاء فرنسا قمة لقادة دول مجموعة الساحل، التي كان من المقرر أن تستضيفها في 16 ديسمبر الجاري. وأشرف الرئيس النيجري، على مراسم تشييع جثامين الضحايا بمطار نيامي، أين ترحم على أرواحهم واعتبرهم «شهداء»، سقطوا «من أجل الوطن»، وأدان الإرهابيين منفذي الهجوم ووصفهم «بمصاصي الدماء»، مؤكدا «براءة الدين الإسلامي الحنيف من العنف والتطرف. وتعتبر هذه الحصيلة هي الأفدح في صفوف جيش النيجر منذ بدء الهجمات الإرهابية في البلاد عام 2015. ووقع الهجوم في نفس اليوم الذي مدد فيه مجلس الوزراء لثلاثة أشهر حالة الطوارئ السارية منذ 2017 في العديد من أنحاء البلاد بهدف التصدي للهجمات الدموية. إرجاء قمة دول مجموعة الساحل على المستوى السياسي أعلن الإليزيه ليلة الأربعاء أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرجأ، بالاتّفاق مع نظيره النيجري محمدو إيسوفو، إلى مطلع العام 2020، قمّة كان من المقرر أن تستضيفها فرنسا في 16 ديسمبر الأول الجاري لقادة دول مجموعة الساحل الخمس وذلك بسبب الهجوم الارهابي. وأجرى ماكرون مساء الأربعاء اتصالا هاتفيا بإيسوفو اتفقا خلاله على أن «يقترحا على نظرائهما أن تؤجل إلى مطلع عام 2020 القمة المقرر عقدها في فرنسا والمخصصة لعملية برخان وللقوة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس». ويكثف الإرهابيون هجماتهم في منطقة الساحل، وخصوصا في ماليوالنيجروبوركينافاسو، رغم انتشار العسكريين الفرنسيين في اطار قوة برخان. وبعد ست سنوات من الوجود المتواصل وسقوط 41 قتيلا من الجانب الفرنسي، لا تزال هناك الأنشطة الإرهابية في شمال مالي وقد وصلت إلى وسط البلاد وكذلك إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. في السياق، أعلنت المنظمة غير الحكومية الفرنسية «العمل ضد الجوع» (أكسيون كونتر لافان) أن جماعة إرهابية قامت بقتل أربعة رهائن نيجريين كانوا خطفوا في جويلية الماضي، وبينهم عاملون في المجال الإنساني. وكتبت المنظمة أن «المجموعة الارهابية المسؤولة عن خطف عاملين إنسانيين في 18 جويلية الماضي، قتلت أربعة رهائن آخرين»، في إشارة إلى خطف ستة أشخاص في جويلية، أعدم أحدهم في سبتمبر الماضي.