حذر المشاركون في ندوة حول ترقية ثقافة السلم عبر الحوار والتسامح من تكريس ثقافة الاستجابة للمطالب الاجتماعية والمهنية عن طريق الاحتجاج منتقدين الرضوخ إلى لغة التهديد، وشددوا على ضرورة انتهاج سياسة وقائية لا ينتظر فيها التلويح بالاحتجاج حتى ينصف أصحاب الحق وكي لا نربي الأجيال على هذا النهج أو نرسخ بداخلهم ثقافة العنف عبر انفتاح الإدارة على الحوار، لأن اللجوء إلى أعمال التخريب والعنف لا تبرره أي حجة . أضفى النقاش المتمخض عن الندوة التي احتضنها مركز الصحافة «المجاهد» إلى إثارة مسألة وجود العنف حتى داخل التشكيلات السياسية مستشهدين على ذلك بكون الأحزاب السياسية في الوقت الحالي باتت تتصارع ولا تتنافس على اعتبار أن معظمها يتخبط في مشكل بروز ضمن صفوفه لحركات تقويمية . وقدم يحي جعفري عضو وطني في المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم والتسامح انتقادات لاذعة لغة التخريب والاحتجاج من أجل افتكاك المطالب المرفوعة ويرى أن لا شيء يبرر ذلك، واغتنم الفرصة ليستعرض بمشاهد من التاريخ الصراع المستمر بين الحرب والحضارة أو السلم والحرب، ووقف بهذا الخصوص عند الحروب التي خاضتها أوروبا وأبادت بها الشعوب وعلى رأسها الشعب الجزائري، حيث أشار إلى إشعال 270 حرب ضروس على مدى 270 سنة أسفرت كلها عن ما لا يقل عن 167 مليون ضحية، وصنفه ضمن خانة الإجرام في حق الشعوب والذي خسرت فيه البشرية الكثير من السلم والرحمة، بينما أضاف يقول في نفس المقام أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قام بنحو 80 غزوة لم يسقط فيها سوى 1180 قتيل، وأكد ذات المتحدث ان التطور التكنولوجي للأسلحة حقن دماء الكثير من الأرواح خلال الحروب المشتعلة خلال السنوات الأخيرة على غرار الحرب على العراق وغزة، لأنه لو استعملت المدافع القديمة لقتل الملايين من الأشخاص الضحايا . وخلص ذات المتحدث إلى القول أن السلم والمصالحة ضرورة حياتية وأخلاقية محذرا من العنف الاجتماعي والإرهاب لأضرارهما الوخيمة، ومن الأسباب التي من شأنها التشجيع على العنف ذكر البطالة والجريمة والنمو الديمغرافي والأمية والتفكك الأسري ولم يخف ان هذه العوامل موجودة في جميع دول العالم . واعتبر ملهاب محمد المكلف بالإعلام على مستوى المنظمة الوطنية لترقية ثقافة السلم والتسامح أن سوقنا يعاني من العنف اللفظي مقترحا ترقية ثقافة السلم في جميع الأوساط، وأوضح وجود عنف على جميع الأصعدة حتى على المستوى الذاتي بسبب ظاهرة الانتحار إلى جانب العنف في الطرقات، واعترف بوجود اضطرابات مقترحا ضرورة اتباع سياسة وقائية حتى لا نصل إلى خيار القيام بأعمال تخريب وقطع الطريق لنلبي المطالب المرفوعة حتى لا نربي المجتمع على العنف، واغتنم الفرصة ليدعو الإدارة إلى الانفتاح على المجتمع. وأكد أنهم كمنظمة تسهر على ترقية ثقافة السلم يدعمون حق تقرير مصير الشعوب وعلى رأسهم الشعبان الصحراوي والفلسطيني . وتم خلال الندوة تشريح العوامل التي تشجع على بروز واستفحال العنف على غرار المخدرات حيث المنظمة التي ترأسها زهرة بوصبع تقوم بدراسات مع مختصين من أجل إيجاد حلول للحد من انتشار آفة تعاطي السموم البيضاء.