كشفت موجة تساقط الثلوج التي اجتاحت معظم مناطق الوطن مؤخرا خاصة التي يزيد ارتفاعها عن 600 متر، عجز بعض الجماعات المحلية في مواجهة الأزمة التي تسببت في عزل العديد من القرى والمداشر، محدثة تأثيرا في يوميات أغلب المناطق ما اضطرها للاستنجاد بقوات الجيش الوطني لإنقاذ المناطق المتضررة من تزايد سمك الثلوج، وإسعاف المرضى بفتح الطرق الرئيسية وإيصال المؤونة للمداشر المعزولة. موجة الثلوج التي اجتاحت ولايات الوطن مؤخرا أكدت النقص الكبير في العتاد الخاص بمواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية، لاسيما فيما تعلق منها بالبلديات الواقعة شرق ووسط الوطن، والتي يتجاوز علوها عن 600 مترعلى سطح البحر، حيث عاشت وضعية مقلقة على غرار ولاية البويرة التي وقفت “الشعب” عند معاناة مواطنيها من أزمة الثلج. ولاية البويرة نموذج من الولايات التي عانى سكانها كثيرا بسبب الثلوج التي تجاوز ارتفاعها ببعض المناطق ال 5 ، 1م، ما تسبّب في قطع الطرق وانقطاع الكهرباء والغاز، على غرار بلدية تاغزوت، حيزر، الهاشمية، سور الغزلان، بودربالة، أولاد البردي، الجباحية، وغيرها من القرى والمداشر التي عزلت تماما عن المدينة بعد انسداد طرقاتها وعدم القدرة على فتحها بسبب نقص الإمكانيات الخاصة بغزالة الثلوج. وقد وصف الوضع بالكابوس بسبب انعدام الغاز الطبيعي والتيار الكهربائي، وأغلقت المحلات أبوابها بعدما نفذت المواد الغذائية. وضعية مقلقة ومزرية عاشها سكان ولاية البويرة لأكثر من أربع أيام، جعلتهم يعانون البرد القارس ما تسبّب في عدم الالتحاق بمناصب عملهم، كما أغلقت المؤسسات التربوية أبوابها الأمر الذي أكّده سكان منطقة تاغزوت، حيث وصفوا الوضعية بالمزرية والمقلقة بعدما عزلتهم الثلوج عن المناطق الأخرى خاصة عن وسط مدينة البويرة، أما سكان حمام “كسارنة” بالهاشمية والتي كانت الأكثر تضررا فقد عانت بدورها أزمة حادة خاصة فيما تعلق بالتزود بالمواد الغذائية. نفس الوضع عاشه سكان بلدية حيزر، وتأسّف سكان مناطق ولاية البويرة لافتقار بلدياتهم للإمكانيات الضرورية لمواجهة قسوة الطبيعة، حيث كشفت الأزمة على حد قولهم غياب الإمكانيات الضرورية لإزالة الثلوج من الطرقات، وهو الأمر الذي أجمع عليه العديد من المسؤولين المحليين في تصريح ل “الشعب”، حيث أكدوا أن مصالحهم تفتقر لأدنى الإمكانيات لمواجهة هذه الظاهرة الطبيعية، مؤكدين أنه لولا تدخل الجيش لكان الوضع أكثر خطورة. ودعا هؤلاء السلطات في السياق ذاته بضرورة التوجه للمناطق التي تعاني قسوة الطبيعة، ودراسة ملف تسيير الأزمة من طرف المصالح الولائية بالعمل على تزويدها بالإمكانيات الضرورية لمواجه أي خطر، وكذا التأهب لأي طارئ، خاصة وأنّ النشرية الدورية لمصالح الأحوال الجوية حذّرت من عودة الاضطرابات الجوية مجددا، وهو ما يستدعي حسبهم أخذ الحيطة أكثر. ونسجّل أنّ معظم الطرق الوطنية الولائية التي أغلقتها، فتحت بجهود جبّارة بعد توفير الوسائل والتجهيزات والآلات لإزالة الثلوج من الطرق، كما أجمع المواطنون وبعض المنتخبين المحليين على أنّ الوضعية المتردية الناتجة عن الثلوج قد تعود مرة أخرى وبأكثر قسوة ما يتطلب على السلطات اتخاذ احتياطاتها حتى لا تتكرر معاناة المواطنين مرة أخرى. وأبدى من جهة أخرى العديد من المواطنين مخاوفهم من عودة هذه الموجة مرة أخرى، لاسيما مع إعلان مصالح الأرصاد الجوية إلى احتمال تساقط الثلوج على ارتفاع 500 متر، علما أنّ معظم المناطق بالولاية يفوق ارتفاعها عن 600 متر، ومنها مناطق تقع على ارتفاع 1200 متر. من جهة أخرى، ثمّن المواطنون الجهد الذي يبذله بعض الخواص في فتح الطرق، وفك العزلة عن المناطق والقرى والمداشر، وإيصال المؤونة لهم وإسعاف المتضررين وتزويدهم بقارورات الغاز، وكذا العمل على إعادة تموينهم بغاز البوتان. تدخّل الجيش الشعبي الوطني أنقذ الوضع أمام عجز البلديات على فتح الطرق التي غطّتها الثلوج، تدخّل الجيش الشعبي الوطني لمساعدة المواطنين وفك العزلة عنهم من خلال فتحه لمختلف الطرقات الرئيسية، وكذا المسالك المؤدية منها إلى القرى والمداشر، الأمر الذي ثمّنه العديد من المواطنين ممّن تحدثت معهم “الشعب”.وعمل أفراد الجيش الوطني حسب شهادة عدد من المواطنين إلى إعادة الحياة إلى المناطق التي عزلتها الثلوج بعد فتحه للطرق، وتمويلها بالمواد الغذائية التي تكفّل بها التجار وأصحاب محلات المواد الغذائية. البويرة: آسيا مني