تسارعت وتيرة اجتياح فيروس كورونا المستجد قارات العالم المختلفة، حيث سجل ارتفاعا في عدد الإصابات بدول عديدة، في حين أكدت الصين وكوريا الجنوبية تراجع عدد المصابين فيها. وأوضح جواد محجور نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن الوضع الوبائي لفيروس كورونا يُظهر أن انتشار المرض تسارع في الأسابيع الأخيرة، كما اتسعت رقعته الجغرافية. أضاف محجور أن حكومات العالم تعاملت بشفافية في ما يتعلق بانتشار الوباء والتصريح بالإصابات، وشدد على أهمية مقاومة الفيروس والحد من انتشاره جغرافيًّا، وتقليص عدد الحالات لتخفيف الضغط على المستشفيات. الوباء يتغلغل في إفريقيا أمس، أعلن وزير الصحة الكيني تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في بلاده. وأكدت غانا والغابون الخميس أولى حالات الإصابة لدى كل منهما بفيروس كورونا، لتصبحا تاسع وعاشر دول أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى التي تسجل إصابات. وذكرت وزارة الصحة في غانا أنها سجلت حالتي إصابة لشخصين عادا في الآونة الأخيرة من النرويج وتركيا، في حين قالت حكومة الغابون -في بيان- إن الإصابة المسجلة لديها هي لمواطن يبلغ من العمر 27 عاما عاد من فرنسا في 8 مارس الجاري. أمريكا اللاتينية تحصي المصابين وعززت دول أمريكا اللاتينية القيود المفروضة على المسافرين الآتين من أوروبا، سعيا لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد. واعتبر ماركوس أسبينال، المتخصص في علم الأوبئة ضمن منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، أنه «يتوجب على الدول إعداد قطاعاتها الصحية، إذ إنه لن تُسَجّل إصابة أو اثنتين فقط». ويستمر عدد الإصابات في دول أمريكا اللاتينية في الارتفاع بعدما سجّلت الإصابة الأولى في البرازيل في 26 فيفري الماضي لرجل ستّيني كان زار إيطاليا. وجرى الإعلان حتى مساء الخميس عن إصابة 255 شخص في 15 دولة إقليمية، توفي ثلاثة منهم. إجراءات إحترازية وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمس الأول، تعليق الرحلات الجوية الآتية من أوروبا وكولومبيا لمدة شهر، مؤكدا في الوقت نفسه عدم تسجيل أي إصابة بعد في بلاده. وكذلك فعلت الأرجنتين، التي علّقت لشهر الرحلات الآتية من الدول الأكثر تأثرا بالفيروس، في حين أعلنت بوليفيا إلغاء كل الرحلات «من وإلى أوروبا» بدءا من السبت. وفي كوبا -حيث سجّلت ثلاث إصابات لسياح إيطاليين- أعلن إرجاء تجمّع مهم للجالية الكوبية في العالم إلى أجل غير مسمى. وكان الحدث مرتقبا في أفريل، وهو الأول من نوعه منذ 16 عاما. بدورها، أعلنت شركة الطيران التشيلية-البرازيلية (لاتام)، وهي الأكبر في أمريكا اللاتينية، أنّها ستخفض رحلاتها الدولية بنسبة 30% لمدة شهرين. في السياق، أعلن اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم إرجاء مباريات ضمن منافسات كأس ليبرتادوريس-2020 كانت مقررة بين 15 و21 مارس الجاري. من جانبها، أعلنت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية إرسال بعثات إلى الدول التي تعاني قطاعاتها الصحية، وهي هايتي وفنزويلا وهندوراس وباراغواي.
الأممالمتحدة أيضا ولم تسلم الأممالمتحدة بدورها من الفيروس، فقد أعلنت مصادر دبلوماسية،الخميس، أن الفحوص الطبية أظهرت إصابة دبلوماسية من بعثة الفلبين لدى الأممالمتحدة بفيروس كورونا المستجد، لتكون بذلك أوّل إصابة مسجلة في مقرّ الأممالمتحدةبنيويورك. ويعمل نحو ثلاثة آلاف موظّف في أمانة الأممالمتحدة في نيويورك، فضلا عن دبلوماسيين من 193 دولة عضو في الأممالمتحدة يتنقلون بين بعثاتهم الدبلوماسية. وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس الدول الأعضاء على إلغاء جميع الفعاليات الموازية للاجتماعات الأممية. «الفيروس» في بيت رئيس الوزراء الكندي وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن الفحوص أكدت إصابة زوجة ترودو صوفي بفيروس كورونا. وقال المتحدث في بيان على تويتر إن رئيس الوزراء بصحة جيدة، ولم تظهر عليه أعراض الإصابة. وأجرى ترودو اتصالات هاتفية «مع قادة دوليين»، لكنّه ألغى اجتماعات مقرّرة، يومي الخميس والجمعة، في أوتاوا مع رؤساء وزراء المقاطعات والأقاليم الكندية. وسجّلت كندا، الخميس، أكثر من 150 إصابة بالفيروس على أراضيها، أغلبهم في أونتاريو (وسط) وكولومبيا البريطانية (غرب)، مع حالة وفاة واحدة حتى الآن.
غلق الحدود وقالت سلوفاكيا وجمهورية التشيك، الخميس، إنهما ستُغلقان حدودهما لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، في حين أغلقت لاتفيا وليتوانيا المدارس وحظرتا التجمعات الجماهيرية. والخميس، أعلنت جمهورية التشيك -التي لديها 109 حالات إصابة مؤكدة بالفيروس- حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يوما، وأغلقت حدودها أمام الوافدين من 15 دولة تُعتبر مصدر خطر. كما منعت براغ المواطنين من دخول ما تُسمّى «منطقة الخطر» التي تشمل النمسا وبلجيكا وبريطانيا والصين والدانمارك وفرنسا وألمانيا وإيران وإيطاليا وهولندا والنرويج وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا. وستمنع الجمهورية التشيكية الحافلات والقطارات والقوارب من نقل الركاب عبر الحدود ابتداءً من السبت، إلا في حال كانوا مواطنين عائدين من الخارج أو أجانب يريدون العودة إلى أوطانهم. قالت سلوفاكيا المجاورة -التي لديها 21 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس- إنها ستغلق حدودها ابتداء من الجمعة لجميع الأجانب باستثناء حاملي تصاريح الإقامة. معركة عالمية في فرنسا قال الرئيس إيمانويل ماكرون إن بلاده تواجه أخطر أزمة صحية منذ قرن. وفي خطاب خصصه لانتشار فيروس كورونا، أضاف ماكرون أن الأولوية هي الصحة العامة، وأنه لن يساوم في هذا الأمر. وأعلن أنه ابتداء من الاثنين المقبل ستغلق جميع المؤسسات التعليمية من المرحلة الأولية إلى الجامعة. من جهتها، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن ألمانيا تواجه وضعا غير اعتيادي بسبب انتشار فيروس كورونا. وقالت ميركل بعد اجتماع مع رؤساء حكومات الولايات الألمانية إن الارتفاع المسجل في عدد المصابين كبير، وإن ترجيحات الخبراء تؤكد أن الشهر المقبل سيكون مصيريا في التعاطي مع الوباء. أشارت إلى أن افتقاد الرد المناسب على الفيروس حاليا يعقّد الأزمة، ودعت ميركل للحد من الفعاليات الجماهيرية، تاركة لحكومات الولايات اتخاذ قرارات إغلاق المدارس بحسب تقديرها للوضع. أعلنت رئيسة الوزراء البلجيكية صوفي ويلميس، مساء الخميس، أن المدارس والمقاهي والمطاعم والنوادي الليلية ستُغلق في بلجيكا، على أن تُلغى أيضا التجمعات كافة «بغض النظر عن حجمها وطبيعتها»، وذلك في محاولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد. ملك وملكة النرويج تحت الحجر وفي النرويج أعلنت السلطات أن الملك والملكة وكل أعضاء الحكومة وُضعوا في الحجر الصحي. وقال رئيس وزراء البرتغال أنطونيو كوستا في خطاب تلفزيوني إن الحكومة أمرت، يوم الخميس، بإغلاق المدارس في أنحاء البلاد، بدءا من الاثنين في إطار الإجراءات الرامية لاحتواء وباء كورونا، وحتى مزيد من التقييم في 9 أفريل. وأضاف أنه لن يسمح لسفن الرحلات السياحية بإنزال ركاب باستثناء المقيمين في البلاد. وفي أستراليا، نصح رئيس الوزراء سكوت موريسون في مؤتمر صحفي، أمس الجمعة، بتجنب أي تجمعات جماهيرية «غير ضرورية»، وذلك في مسعى لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد. بدورها أعلنت وكالة الأنباء السعودية، أمس، أن المملكة سجلت 17 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، من بينهم 11 مصريا. وأضافت الوكالة أن الإصابات الجديدة ترفع إجمالي عدد الحالات المسجلة في المملكة إلى 62. تراجع في الصين وكوريا الجنوبية في المقابل، أعلنت كوريا الجنوبية، أمس، تسجيلها أقل عدد من حالات الإصابة الجديدة «كورونا» المستجد في ثلاثة أسابيع. قالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن عدد المرضى الذين تعافوا تجاوز، الخميس، وللمرة الأولى عدد الإصابات الجديدة. وفي المجموع، تمّ الخميس تسجيل 110 حالات إصابة جديدة، ليصل إجمالي عدد المصابين في كوريا الجنوبية إلى 7979 حالة. وفي اليوم نفسه، ارتفع إلى 177 عدد المرضى الذين تعافوا بالكامل وغادروا المستشفيات، وفق المصدر نفسه. غير أن رئيس الوزراء تشونغ سي-كيون قال إنّ الحكومة «ينبغي ألا تشعر بالراحة»، مشددا على أن «المعركة ضد فيروس كورونا أصبحت الآن معركة عالمية». وسجلت الصين، أمس، ثماني إصابات جديدة فقط بفيروس كورونا المستجدّ، وهو أدنى رقم في البلاد، منذ بدء نشر الإحصاءات المتعلّقة بالإصابات في منتصف جانفي. كما كشفت وزارة الصحة عن سبع وفيات أخرى في البلاد جراء الفيروس، ليصل مجموع الوفيات إلى 3176 في البر الصيني الرئيسي. مناورات عسكرية للمواجهة أعلنت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في جنوب شطر روسيا الأوروبي، أمس الجمعة، عن إجراء مناورات عسكرية لمواجهة العدوى الفيروسية. وذكرت الأنباء، أن القوات التي شاركت في هذه المناورات تدربت على تعزيز قدرتها في مواجهة الأوبئة وخاصة وباء كورونا المستجد والتعامل مع خطر انتشار الفيروسات التي تسبب الأمراض الخطيرة. وتضمنت المناورات قيام عناصر الحماية ضد التلوث الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي بتقدير مدى الخطر ثم نفذوا أعمال التطهير باستخدام أكثر من 20 لية متخصصة في هذا المجال. يذكر أن الجيش الروسي يمتلك معدات حديثة لمكافحة العدوى الفيروسية منها آلية «إر خا إم 6» للتطهير الكيميائي.
توقع إصابة نحو 150 مليون أمريكي توقع تقرير أمريكي أن يواجه ما بين 70 و150 مليون شخص خطر الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد في الولاياتالمتحدة. ونقل هذا التقرير إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث كانت النائب الديمقراطية رشيدة طليب تتحدث الخميس، خلال جلسة استماع لأعضاء القوة الخاصة وخصصت هذه الجلسة لمكافحة الفيروس. وأعلنت طليب أن الطبيب الملحق بالكونغرس، براين موناهان، قال لمجلس الشيوخ إنّه يتوقع إصابة ما بين 70 و150 مليون شخص بالفيروس في الولاياتالمتحدة، مؤكدة بذلك تقارير تناقلتها وسائل إعلام أمريكية. وتشير الفرضية الأكثر تشاؤماً إلى احتمال أن يصاب بالفيروس نحو 46% من الأمريكيين البالغ تعدادهم 327 مليون نسمة. وبالمقارنة، كانت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، حذّرت من أنّ 70% من سكان ألمانيا قد يصابون بالفيروس. إلغاء محادثات «بريكست « ألغيت المباحثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، والمقررة، هذا الأسبوع، في لندن، بسبب انتشار فيروس كورونا. ويأتي ذلك في وقت وصف فيه بوريس جونسون «كوفيد 19» بأنه «أسوأ أزمة صحة عامة»، مع توقعات بأن يكون عدد الإصابات في بريطانيا يقارب 10 آلاف. أعلنت كل من بروكسل ولندن، في بيان مشترك، إلغاء المباحثات التجارية ما بعد بريكست، والتي كانت مقررة في لندن، الأسبوع المقبل. كما اتفق الطرفان أيضاً على التخفيف من حدة لهجة المواجهة بينهما حول بريكست في مسعى لفسح المجال للتوصل إلى اتفاق بحلول جوان القادم. وكان انتشار كورونا قد غطى على أخبار المفاوضات التجارية بين الطرفين، إلا أن المفاوضات بانتظار موعد حاسم في جوان المقبل للتوصل إلى ملامح اتفاق بينهما.