تباينت، رؤاهم، بشأن موقفهم من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، كما تباينت أعمارهم، هم شباب ولاية بشار، وكهولها، الأوائل ينظرون إلى الموعد الانتخابي بالكثير من الأمل والتفاؤل، لإحداث تغيير في تركيبة المجلس الشعبي الوطني، بشكل يسمح بتجسيد برامج الأحزاب المشاركة في هذا الموعد، والفئة الثانية متخوفة من الأشخاص الذين سيتصدرون قوائم التشريعيات، لأن وعودهم تكثر خلال هذه المناسبة، لكن سرعان ما تختفي بالوصول إلى قبة البرلمان. استغلت «الشعب» تواجدها بالمنطقة، لقياس مدى اهتمام البشاريين بالانتخابات التشريعية المقررة في العاشر ماي القادم، في البداية اعتقدنا، أن المهمة صعبة ورحنا نبحث عن النخبة لعل وعسى نظفر منها بجواب مقنع، يكون في مستوى الحدث المهم، لكن تفاجئنا بوعي أبسط سكان المنطقة، حيث سرعان ما جاءتنا ردود بقدر ما أذهلتنا أفرحتنا، لأن شخصية الجزائري مهما كان مستواه التعليمي، وحتى الاجتماعي تبقى قوية، لا تخضع لأي بوق من الأبواق المؤججة لنار الفتنة، وتصر على تأكيد حضورها عندما يتعلق الأمر بتحديد مستقبل الجزائر، أو إعادة هيكلة مؤسسة من مؤسساتها. بوسط مدينة بني عباس، التي تبعد عن مقر عاصمة الولاية ب240 كلم ناحية الجنوب، وجدنا طلحاوي مختار، ورقيقي العربي يتبادلان أطراف الحديث الذي تركز معظمه حول المشاكل التي يعانيها سكان المنطقة، وأهمها نقص مناصب الشغل، وعدم توفر بعض المواد الغذائية، مما جعلهم يتجهون إلى الولايات الأخرى لجلبها على غرار ولاية معكسر، لتأمين طلبات عائلتهم، وهو الوضع الذي بات يقلقهما خاصة وأنهما أصبح في عمر لا يسمح لهما بالتنقل، أو ممارسة العمل الشاق، هذا الوضع جعلنا نفكر في التراجع عن توجيه لهما السؤال المتعلق بالمشاركة في الانتخابات التشريعية، إلا أن رغبتنا في معرفتنا توجهات المواطن ببشار، جعلنا نطرح السؤال ونحن شبه مقتنعين أن الإجابة ستكون مقتضبة، أو تكون بالنفي نظرا لما سمعناه من انتقاد للسلطات المحلية. غير أن الإجابة سرعان ما بددت تلك الشكوك والمخاوف، حيث أكد مختار طلحاوي أنه سينتخب مهما كانت الظروف التي يمر بها، لأن الانتخاب حق وواجب، قبل أن يضيف أنه تعود منذ سنوات على ممارسة هذا الحق والإدلاء بصوته كغيره من الغيورين على هذا الوطن، لكن ما يخيفه هو وضع أشخاص لا علاقة لهم بالمنطقة وبانشغالات سكان المنطقة في رأس قوائم الترشيحات، مثل ما جرت عليه العادة في الإنتخابات السابقة. وامتعض العربي الرقيقي، من ممارسات «سيئة» للمترشحين لشغل مناصب البرلمان، حيث قال «أنهم يقصدوننا في المناسبات الانتخابية من أجل أخذ أصواتنا، وعندما نقصدهم نحن نجد أبوابهم مغلقة، أو يتنصلون من مسؤولياتهم» قبل أن يضيف أنهم بهذا التصرف، «أصبحوا مثل المحلات التجارية تغلق لما يأتي مفتشو الضرائب للمراقبة». وتساءل في هذا السياق، كيف أضع ثقتي في إنسان لا أعرفه، معربا عن أمله في أن تحمل قوائم الترشيحات للانتخابات المقررة في 10 ماي المقبل، أسماء معروفة بجديتها، ومستعدة لخدمة سكانها، وقادرة على الوفاء بوعودها. الشباب، هم كذلك كانت لهم كلمتهم، ففي الوقت الذي أبدى الكهول، تخوفهم مما ستحمله قوائم الترشيحات من أسماء، أبدو هم تفاؤلهم بالحدث حيث سيسمح حسب عبد الغني عيساوي مواطن من قصر بشير، بإحداث التغيير في تركيبة الغرفة السفلى للبرلمان، من خلال منح أصواتهم لمن يروهم أهلا لها. وأعرب عن أمله، في أن تتجسد وعود الأحزاب السياسية، بإشراك الشباب في الحياة السياسية من خلال وضعهم في قوائم الترشيحات، وأن تعمل الأحزاب الجديدة على وضع برامج تجسدها في الميدان. أما حجاجي احمد، مواطن من قصر بشير، فاعتبر الانتخاب حق طبيعي لكل مواطن، يمنح من خلاله صوته للشخص الذي يناسبه، وأعرب هو الآخر عن أمله في أن تستمع الأحزاب وممثليهم في المجالس المنتخبة لانشغالات وتطلعات شباب الجنوب الغربي.