أبدى مواطنو عاصمة الغرب الجزائري، وهران، أمس السبت، في أول يوم من تطبيق الحجر الصحي «الجزئي»، الذي أقره رئيس الجمهورية من الساعة 19:00 إلى الساعة 7:00، ضمن الإجراءات الوقائية لمجابهة تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وعيا كبيرا، حيث بدت الشوارع شبه خالية على مدار اليوم، تجنبا للعدوى. «الشعب» عاشت هذه الأجواء وتنقل تفاصيلها من عين المكان. كانت «الباهية» مجندة لتعزيز الحماية الصحية عبر إجراءات احترازية لمنع انتشار الفيروس بفضل مستوى الوعي والمسؤولية والتجاوب الذي أبداه المواطنون. إلا أنّه وبالمقابل، عبّر الكثير منهم عن انشغالات تتعلق أساسا بضرورة توفير وسائل النقل النظامية للموظفين، في ظل استفحال ما يعرف ب «الكلوندستان». بدورها، دقّت خليّة الأزمة المشكّلة على مستوى المديرية الولائية للنقل ناقوس الخطر، جرّاء الانتشار الرهيب والمخيف لظاهرة النقل غير الشرعي، والذي حلّ محل النقل الجماعي، بعد إيقافه مؤقتا، بناءً على أحكام المرسوم التنفيذي رقم 20/69 المؤرخ في 21 / 03 / 2020، والمتعلّق بتدابير الوقاية من تفشي «كوفيد-19»ومكافحته. واعتبر بلهادي أحمد، مفتش رئيسي، أنها «واحدة من أهم المخالفات التي رصدتها الخلية منذ إعلان حالة الطوارئ، مؤكدا أن الخلية تعمل جاهدة، بالتنسيق مع مصالح الأمن الوطني والدرك، لتشديد عمليات الرقابة والتفتيش وحجز هذه المركبات، وذلك في إطار المساعي الرامية لصون الأمن الصحي والنظام العام». وطالب بلهادي المواطنين بضرورة التزام منازلهم وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى، وذلك إلى غاية إزالة الأسباب التي أدت إلى اتخاذ هذه الإجراءات. كما دعا الموظفين الخاضعين لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 20/69 من الذين يجدون صعوبة في التنقل، للتقرب من مصالحهم لمباشرة إجراءات توفير حافلات وتفادي التنقل بوسائل النقل غير الشرعي «الكلوندستان»، ضمانا لسلامتهم وسلامة الآخرين. ويتعلق الأمر بالموظفين والمستخدمين المذكورين في المادة 7 من هذا المرسوم، وهم موظفو الصحة، المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للحماية المدنية والمديرية العامة للجمارك والمديرية العامة لإدارة السجون، وكذا موظفو المديرية العامة للاتصالات الوطنية ومراقبة الجودة وقمع الاحتيال وموظفو السلطة البيطرية وسلطة الصحة النباتية، فضلا عن الموظفين في مهام النظافة والتنظيف والمراقبة والحراسة. 10 حافلات لعمال الصحة والولاية ودعما لهذه الجهود الوقائية، ناشد بلهادي هؤلاء الموظفين، بالتقرب من مصالح مديرية النقل أو خلية الأزمة بوهران لتحديد الاحتياجات الخاصة بالحافلات، مؤكّدا أنّ المديرية المعنية ملزمة بتوفير حافلات معقّمة لضمان تنقلهم في أجواء أكثر أمنا، مشيرا إلى توفير 05 حافلات لعمال ولاية وهران، تابعة للمؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري «إيطو»، وكذا 05 حافلات للمستشفيات الجامعية «الحكيم بن زرجب» و»أول نوفمبر» بإيسطو ومركز «الحاسي» ومستشفى الأطفال «عبد القادر بن خروفة» بكناستيل. عملا بالقرار الولائي رقم 879 المؤرخ في 20-03-2020، والمتضمّن منع حركة النقل ما بين المدن وبين الولايات بواسطة وسائل النقل الجماعية والعمومية والخاصة، تم مراسلة الفاعلين في القطاع، بمن فيهم المدير العام لمؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري والمدير الجهوي لشركة النقل بالسكك الحديدية وشركة نقل المسافرين للغرب ومسيري محطات سيارات الأجرة لحي جمال الدين وإيسطو والمحطة البرية لحي الصباح، وكذا مسيرو موقف توقف الحافلات بالبركي ونقطة توقف الخطوط شبه الحضرية بالمرشد وجميع وسائل النقل الجماعى العمومية والخاصة داخل المدن وبين الولايات، بالإضافة إلى ذلك تم مراسلة رؤساء الدوائر لمراسلة المجالس الشعبية بضرورة التقيد بالالتزامات المذكورة. حجز حافلة للنقل الجماعي للأشخاص في هذا الإطار ذكر بلهادي، أنّ كافة المواطنين مجنّدون في مكافحة تفشي الفيروس التاجي والخروج من الكارثة الوبائية بأقل خسائر بشرية، مستغربا التصرفات السلبية التي تتنافى مع مبادئ وقيم وأخلاق مجتمعنا المعروف بالتكافل والتكاتف والتراحم والتعاطف، في إشارة منه إلى التجاوزات التي سجّلتها خلية الأزمة ومنها ظاهرة اكتساح «النقل غير الشرعي»الميدان، غير عابئة بالتدابير الوقائية. نذكر في هذا المجال، ضبط مصالح الأمن العمومي، مؤخرا، خلال دورية متابعة للتدابير الاحترازية حافلة تقوم بالنقل الجماعي للأشخاص، كانت متوجهة إلى العاصمة وضعت في المحشر. علما أنّ هذه المركبة كانت محل بحث من مصالح الأمن. عمال مؤسسة سوق الجملة «الكرمة» يطالبون بالحماية على صعيد آخر، سجلت «الشعب» خلال جولتها الاستطلاعية، متابعة لتنفيذ التدابير الاحترازية، حالة من الغضب وسط عمال مؤسسة سوق الجملة «الكرمة»، الذين يطالبون بتوفير مزيد من النقل لهم والحماية، حيث قال لنا أحدهم «إنهم يعانون الأمرين في التنقل رغم ضغط العمل جراء تقليص عددهم ضمن الإجراء الصحي المعتمد. وصرح عدد من موظفي الحراسة والتنظيف ل «الشعب»، ان توفير وسائل النقل لهم ضروي، أو تحويل الناشطين الى الأسواق التابعة لهذه المؤسسة القريبة من إقامتهم، مع توسيع عمليات التعقيم والنظافة لتشمل مختلف الأسواق الجوارية، نظرا للمخاطر المحدقة بهم. التجارة تطمئن بوفرة المواد الغذائية بأسعارها العادية بالمقابل، سخّرت مؤسسة تسيير سوق الجملة «الكرمة»، كافة إمكاناتها المادية والبشرية لضمان التموين المنتظم للخضر والفواكه وشددت رقابتها لضبط الأسعار ومنع المضاربة، مع تعزيز إجراءات الوقاية والسلامة بمختلف الهياكل. وقد هدّدت مديرية التجارة باتخاذ إجراءات صارمة ضد المضاربين في الأسعار في هذه الظروف الاستثنائية، حيث أبرز رئيس مكتب ملاحظة السوق على مستوى المديرية، بوجلول الهواري، أن الإجراءات العقابية للمخالفين، قد تصل إلى درجة حجز أي سلعة يقوم صاحبها برفع أسعارها، بالإضافة إلى حجز المركبة المستعملة وتقديم المعنيين إلى وكيل الجمهورية، المتخصص إقليميا. بالمقابل، طمأن بوجلول بوفرة الخضر والفواكه والمواد الغذائية، على مستوى أسواق الجملة ومحلات التجزئة، مؤكدا تسخير أكثر من 30 فرقة من أجل متابعة ومراقبة الأنشطة التجارية المتنقلة والقارة، لمواجه أية مضاربة وتلاعب أو غش. مبادرة البيع المباشر للسميد والفرينة تلقى الاستحسان نشير بالمناسبة، إلى المبادرة التي اتخذتها المديرية، بالتنسيق مع أصحاب المطاحن، من خلال البيع المباشر لمادتي «الفرينة» التي استحسنها المواطنون، بحسب تصريحاتهم لنا بعين المكان، قائلين إنها جاءت في وقتها لاقتناء السلعة بسعرها وكذا التخفيف من حدة الاكتظاظ وتجنيب الاحتكاك، حفاظا على سلامتهم. عن خلفية المبادرة وأبعادها قال هواري بوجلول،، إنّها انطلقت من حي الياسمين في الضاحية الجنوبية الشرقية للمدينة، بغرض تموين المستهلك مباشرة من شاحنات محملة بمادتي «الفرنية» و»السميد»، وبيعها على مستوى الأحياء بأسعار التجزئة. ودعا الهواري من ناحية أخرى، المواطنين إلى التزام الحيطة والحذر، وتجنب التجمعات، تطبيقا للإجراءات الاحترازية للحد من انتشار «كوفيد- 19»، والتي أدت الى توقيف أنشطة يتوافد عليها الكثيرون، منها قاعة الحفلات، الألعاب والمقاهي والمطاعم، لأن صحة المواطن أغلى من كل شيء.