على غير ما تعوده الكثير منا ، سيكون االاحتفال بعيد الفطر لهذه السنة خاصا جدا بسبب جائحة كورونا وكل الإجراءات والتدابير الوقائية المتخذة من السلطات المعنية التي غيرت الكثير من يوميات المواطنين فكان للحياة في زمن الوباء طعم مميز لم يتذوقوه من قبل، لكن يحاول البعض فرض منطقهم بالبكاء على الزيارات العائلية وتهاني العيد التي ستقتصر على الرسائل النصية او مكالمات فيديو بين الاهل والأقارب، كأني بهم ليسوا هم من جفت اقلامنا ونحن ندعوهم الى مد جسور صلة الرحم و احياء نبضها بالزيارات و السؤال عن الاهل والاحباب من زمن ما قبل كورونا. الازدواجية في استغلال الفرص من اجل بث الفوضى، أمر غير مقبول، لأننا اليوم امام ظرف خاص يستدعي كل تلك الاحترازات والتباعد الاجتماعي لمنع أي انفجار لأعداد المصابين بالفيروس في حالة فتح المجال امام التنقلات الحرة للمواطنين يومي العيد ، ولن يكون جيدا صب الزيت على النار لان الظرف عالمي ولا يمكن المجازفة باي حال من الأحوال بترك الحبل على الغارب في ازمة صحية استثنائية، اما العلاقات الاجتماعية التي أصبحت تحت رحمة الإجراءات الاحترازية التي اعطتها بُعدا اخر غير الذي كانت عليه فلن يكون من المنطقي إخراجها من كل ما يتخذ من قرارات. لكن ، في المقابل الحمد لله ان كورونا جعلت الكثير من العائلات الجزائرية تعيش مناسبات دينية بعيدا عن التوتر، خاصة عندما تكون علاقات الأخوة وزوجاتهم متوترة، فتجدهم يجلسون على طاولة واحدة في عيد او رمضان لكن بعضهم لا يكلم بعض رغم المحاولات اليائسة للوالدين الذين وجدوا أنفسهم امام أبناء لم يعرفوهم من قبل، أبناء كانوا يظنون انهم لن يفرقهم المال .الحقيقة المرة، ان الحياة مواقف وحب الاخوة سيزول مع اول زوجة شريرة تتصنع الطيبة لتسيطر على قلب زوجها وتتحكم به، ليصبح سلاحها الفتاك الموجه نحو اسرة كاملة تحاول تحطيم روابطها القوية فقط لتصبح المتحكمة بكل شيء. فما حاجتنا برفع الحجر وقلوب الكثير منا ما زالت تعيش في سواد مطبق حتى فقدت قدرتها على معرفة الخير من الشر، ما فائدة ان نبكي عادات وتقاليد لم نأخذ منها سوى التباهي والتفاخر على من نراهم أعداء لنا وان كانوا ذوو قرابة وصلة رحم، ما السر في لعن فيروس كورونا وهي لم تقعل شيئا سوى تعرية مساوي نفوسنا التي ركنت الى الانانية و الحب الذات ، لذلك كان الاجدر من هؤلاء ان يقرؤوا ما كتبه احدهم قائلا «ان لم يقتل فيك الوباء سواد القلب وسوء الخلق والكيد للآخرين فاعلم انك انت الوباء بعينه»، فكما الكرة الأرضية تتنفس اليوم بسبب هذا الوباء على قلوبنا أيضا ان تتعلم كيف تتنفس حبا وخيرا والا ما فائدة ان ندّعي اننا بشر.