توجه أمس والي ولاية بشار رفقة منتخبي بلديتي موغل ولحمر وبعض مجاهدي الولاية إلى المنطقة الحدودية التي تربط بلدية موغل مع الحدود المغربية، وكذا بحضور تلاميذ المدارس الابتدائية، وهذا للإشراف على غرس شجيرات أمام المعلم التاريخي المتواجد بمحاذاة الأسلاك الشائكة بخطي موريس وشال، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الألغام المضادة للأفراد والجماعات التي زرعتها فرنسا المستدمرة والمصادف للرابع أفريل من كل سنة. وتهدف هذه المبادرة التي قامت بها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع المسؤولين المحليين إلى ربط الأجيال الصاعدة بجيل نوفمبر ولاستلهام العبر ومعرفة أن استقلال الوطن لم يأت كهدية وإنما افتك من طرف المجاهدين الأبطال والشهداء الأبرار الذين اجتازوا الأسلاك بالرغم من خطورتها فمنهم من توفي، في حين الآخرون فقدوا احد أعضائهم وهي صورة لإحدى جرائم فرنسا التي تدعي التحضر. وبهذه المناسبة قدم بعض المجاهدين المعطوبين ببشار شهاداتهم حول ما عاشوه بهذه المنطقة المملوءة بالأسلاك الشائكة، مؤكدين أن فرنسا خلفت وراءها أبشع جريمة وهي زرع الألغام التي حصدت العديد من أرواح الأبرياء من أبنائنا. وفي هذا الصدد أفاد محمد عياد رئيس جمعية مشعل الشهيد لولاية بشار أن هذا اليوم يعتبر يوما وطنيا وانتصارا للدبلوماسية الجزائرية التي انتصرت على اكبر قوة استعمارية التي خلفت ورائها ضحايا الألغام والمتفجرات النووية، وبالتالي أعطت دفعا قويا لهذا الملف. مضيفا بان شعار زرع شجيرات مكان لغم هو لتقريب الأجيال الصاعدة بجيل الثورة لكشف جرائم فرنسا الاستدمارية. من جهته اعتبر عبد المجيد شيخي المدير العام لمركز الأرشيف الوطني أن مخلفات الاستعمار من القنابل والألغام هو جريمة دائمة ومستديمة، تتمثل فيما غرسته أياديها الآثمة من الألغام والتي كانت جزءً من سياسة تطويق الجزائر عبر خطي موريس وشال القاتلين، ومازالت بقاياه ما بعد خمسين سنة من الاستقلال. وأضاف عبد المجيد شيخي انه بفضل إرادة الرجال تمكنت الجزائر من السير وتحقيق الحرية، وان خطي شارل وموريس يوحي بمعاناة مناضلي جيش التحرير الوطني والشعب الجزائري لمساعدة الثورة بما تحتاجه من مؤن وأسلحة، وأن ما قدمته منطقة موغل لأكبر دليل كون سكانها قدموا تضحيات جسام وهم مشكورين.