ينقضي الأسبوع الأول من عمر الحملة الانتخابية، ونقترب أكثر من الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر ماي الداخل وتجدد الدولة إرادتها القوية وحرصها الكبير على تكريس جميع الضمانات القانونية والقضائية على لسان وزير الداخية دحو ولد قابلية، مع الالتزام التام على حياد أعوان الإدارة المجندين لتنظيم سير العملية الانتخابية، ويعد تعزيز آخر للضمانات المسخرة، حتى تبقى كرة نجاح هذا الموعد السياسي الهام في مرمى التشكيلات السياسية والناخبين للانتقال إلى محطة جديدة من التغيير والبناء من خلال احترام قواعد الشفافية من قبل جميع الأطراف . خلال الأسبوع الجاري ينتصف عمر الحملة الانتخابية التي يوصف موعد اقتراعها بالتحدي السياسي الكبير الذي تواجهه الجزائر إلى جانب التحديات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وإن كانت الأحزاب الجديدة والقديمة تطالب مشددة على حياد الإدارة وتوفير أجواء النزاهة وإرساء مناخ الديمقراطية لاحترام إرادة الشعب وكلمته السيدة، فإن الأحزاب التي تنشط الحملة مسؤوليتها كبيرة في إقناع الناخبين بقوة برنامجها وفعالية ومصداقية خطابها من أجل الحد من أي عزوف عن التصويت، ولأن أي عدم استجابة أو انجذاب نحو برامج المترشحين يؤثر على هذا الموعد المصيري على اعتبار أنه يختلف عن سابق المواعيد الانتخابية الفارطة. وجاءت التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية وتعليماته الصارمة للولاة، كالتزام حقيقي عشية اقترابنا من الانتخابات التشريعية حتى لا يتحجج دعاة المقاطعة بشكوكهم، وحتى لا يتذرع من يمنى بالفشل في هذا السباق السياسي بالترويج لشكوك التزوير التي تعودنا عليها عقب كل موعد انتخابي. والأحزاب التي تنشط هذه الأيام الحملة الانتخابية مازالت وتيرتها لم ترتفع بعد لأنها تسري ببطء وخطاباتها متشابهة لم تلهب الناخب، وربما لا يكفي طرح بعض الأفكار وإطلاق الوعود وعلى الأحزاب أن تلتزم بتقييم أداء منتخبيها في البرلمان بشكل دوري سنوي وتتعهد إن فشلت في الوفاء بالوعود المقطوعة والمهمة التي انتخب من أجلها الشعب تنسحب من البرلمان وتترك الفرصة للأكفأ والأحسن، لكن كل هذه الأمور الجوهرية مازالت بعيدة ثقافتها لم تترسخ لدينا. وأمام كثافة المشاركة بفعل دخول الآلاف من المترشحين هذا المعترك الانتخابي مازال أي تكهن لنسبة المشاركة أو حظوظ أي حزب قديم أو جديد مبكر ويصعب إطلاق أي توقيعات وإن كانت مهمة الأحزاب القديمة التي استطاعت في تجمعاتها الشعبية أن تحشد عدد كبير من الحضور والمتعاطفين، فإن الأحزاب الجديدة تتوعد يوم التصويت وتثق في جدية طرحها الذي تغازل به المواطن لأنه لم يسبق لها أن خيبت آمال المواطنين وتغريه بأن التغيير لن يتجسد إلا على يدها. إذا العملية الانتخابية تسري في طريقها الصحيح والمسؤولية اليوم على عاتق الأحزاب بالدرجة الأولى وتتوقف على مدى حسن انتقائها للإستراتجية الصائبة، ولجان الرقابة بالمرصاد.