ألقت تداعيات جائحة كورونا بظلالها على أشغال أول خرجة إعلامية لوزير السياحة والصناعة التقليدية محمد حميدو، حيث حرص وهو يخاطب الفاعلين في القطاع عبر تقنية التحاضر المرئي، بمناسبة اليوم الوطني للسياحة المصادف ل 25 جوان من كل سنة، على إبراز آثار الأزمة الصحية على القطاع، والحلول المقترحة لتجاوز الظرف الصعب، بما يمكن من إعادة بعث النشاط، والارتقاء بالوجهة الوطنية إلى مصاف الوجهات السياحية العالمية وجعلها أكثر جاذبية للسياح، عن طريق تحرير المبادرات والابتكار. وسجل حميدو، في أشغال الندوة الافتراضية الموسومة ب«الترويج للسياحة الداخلية عبر تثمين التراث والمسارات السياحية المحلية»، أن قطاع السياحة من بين القطاعات التي تضررت كثيرا جراء تفشي وباء كورونا، بسبب التوقف الكلي للتنقلات العالمية مما انجر عنه التعطل التام للنشاط السياحي في العالم والجزائر على حد سواء، وأدى بغالبية الدول إلى الاصطدام بصعوبات اقتصادية وخسائر مالية ومخلفات اجتماعية جمة، بالنسبة للمتعاملين والأشخاص والعائلات التي تكسب رزقها من هذا النشاط بمفهومه العام. وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال إن العالم ما بعد الأزمة الصحية لن يكون مثل ذي قبل، مما يستدعي التكيف مع التحولات المرتقبة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية، ومضاعفة الجهود لبناء سويا الجزائر الجديدة التي نطمح إليها جميعا، والتي ستلعب فيها السياحة دورا محوريا في دعم التنمية خارج المحروقات والرقي والانسجام الاجتماعيين، داعيا الجميع إلى توحيد الصفوف ودعم الجهود حتى نستطيع بناء الوجهة السياحية الجزائرية المرغوب فيها، وجعلها وجهة تنافسية. واعتبر وزير السياحة، التشاور والحوار أفضل وسيلة لتحقيق الأهداف المشتركة، مبديا استعداده للاستماع لكل مقترحات الفاعلين والمتعاملين وأخذ بعين الاعتبار كل المبادرات والسعي لبلورتها على شكل برامج عمل هادفة خدمة لتطوير السياحة الوطنية وتعزيز دورها في دعم النمو الاقتصادي والرقي الاجتماعي. وأقر بالوضعية الصعبة التي يمر بها المتعاملون في شتى مجالات النشاطات السياحية والفندقية والأسفار، فالخسائر بسبب الوباء شملت الأرواح، والأموال، ولكن لن تقف حائلا أمام إعادة بعث النشاط السياحي في أقرب وقت ممكن مهما كلف ذلك من ثمن، مؤكدا تضامن الحكومة المطلق معهم، وأن تضحياتهم وجهودهم لن تذهب سدى.