لاح ضوء القمر في السماء و إنا تائه بين الفجاج أبحث عن القافلة التي رحلت نحو الجنوب محملة بأحباب القلب الذين رحلوا ولم يودعوا إلى الآن لازال فؤادي مسافرا معهم كالظل كانوا قرب الأعين ابتعدوا واختفوا في تضاريس وجه الطبيعة; فمن ذلك اليوم أوراق أجنحتي الخضراء ذبلت وتلاعبت بها رياح الخريف على بساط الأرض وأغصان جسدي المنهك غادرته البلابل التي تنشد أغاني الصبح قبل أن يملأ قرص الشمس الأرض و العمر الذي كان وردا لم يبق منه إلا الأشواك التي ألبستني ما زال يحتضن حزني وألامي فعدت إلى المدينة وتجولت في كل درب من دروبها لعلني أجد عشا في أحد نوافذها وأسكن فيه ما تبقى لي من العمر مع العصفورة التي تمنيت إن نجوت من الجائحة التي تحصد كآلة الدرس رؤوس الناس و لا تفرق بين عريس و عروسة و أم مرضعة أو كهل أو عابد قضى عمره متعبدا في المحراب.