أجمع المرشحون للانتخابات التشريعية المنتظرة هذا الخميس في حديثهم ل «لشعب» ان أجواء الحملة بولاية بومرداس التي اقفلت أبوابها ورغم ما شهدته من تجاوزات وأخطاء إلا انها جرت في ظروف عادية اتسمت بالتنافس الشديد أحيانا والفتور في أحيان أخرى خاصة في ظل الامكانيات المسخرة من قبل الادارة لانجاح الموعد إلا ان التوقعات اختلفت من مرشح إلى آخر وتميزت بالكثير من الذاتية والرغبة في تحقيق فوز عريض واكتساح المقاعد العشرة المخصصة للولاية لكن الكلمة الأخيرة تبقى للناخب الذي يملك وحده حق الفصل في النهاية. في هذه النقطة بالذات اكد متصدر قائمة التجمع الوطني الديمقراطي بولاية بومرداس جناتي عبد الكريم ان تجاوب المواطن مع برنامج الحزب وأفكاره في التغيير الاجتماعي كانت ايجابية للغاية بناء على النظرة الواقعية التي انطلق منها الآرندي في محاولة لمعالجة مشاكل المواطن ونقل اقتراحاته ومطالبه الى الحكومة على الرغم من النقائص المسجلة. وذكر جناتي بالتجاوزات التي ارتكبها بعض المرشحين الذين لم يحترموا فضاءات النشر التي طالت الاماكن العمومية ولم تسلم منها حتى المساجد. وأبدى جناتي تفاؤلا بتحقيق نتائج مشجعة والمرتبة الأولى على الرغم من اعترافه بالمنافسة القوية لبعض القوائم الانتخابية خاصة وان الحزب متواجد في 32 بلدية ويغطي تقريبا أكثر من 90 بالمائة من مكاتب التصويت بفضل كثرة الملاحظين. وعن طبيعة النشاطات والتجمعات المنظمة طيلة أيام الحملة، قال جناتي متصدر حزب الآرندي انها كانت ناجحة بكل المقاييس خاصة تلك المنظمة بالدوائر الكبرى كبرج منايل، بودواو وخميس الخشنة مع تجاوب واضح للمواطنين الذين حضروا بقوة لمجمل التجمعات المنظمة. إلا انه تأسف عن الوضعية الاجتماعية المتدنية التي يعاني منها المواطن في الكثير من المناطق كما ندد بالمقابل من بعض المظاهر السلبية التي عرفتها الحملة من خلال ظهور أصحاب الشكارة والأمية كما وصفهم الذين أرادوا كسب ثقة المواطن وتحويل مسار الحملة عن أهدافها الحقيقية. من جهته مرشح حزب القوى الاشتراكية «الأفافاس» خالد مقراني ولدى تقييمه لأيام الحملة الانتخابية نوه كثيرا بمواطني ولاية بومرداس الذين استقبلوا مرشحي الحزب بحفاوة في كل المناطق التي نزلوا بها لتنظيم تجمعات ولقاءات جوارية. أرجع سبب ذلك إلى المصداقية التي يتمتع بها الأفافاس كحزب معارض منذ سنوات ولم ينغمس في مختلف المشاكل والفضائح السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد مثلما قال وهي اللغة التي سمعها من المواطنون الراغبون في التغيير ومساندة البرامج الانتخابية الأكثر واقعية ومصداقية على حد قوله. ولدى رده عن سؤال حول الامكانيات المسخرة من قبل الادارة لفائدة المرشحين، ندد متصدر قائمة الأفافاس ببومرداس بتجاوزات أحزاب كما وصفها التي تملك المال والوسائل المسخرة لتغطية كافة مناطق الولاية ولم تحترم اماكن العرض الاشهاري المخصص من قبل اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات. وعن حجم التفاؤل وتوقعاته للنتائج المنتظرة ببومرداس، قال خالد مقراني ان أي مرشح لا يكون متفائلا لا يمكنه دخوله المعترك الانتخابي والتنافس مع باقي المرشحين. أما مرشح جبهة العدالة والتنمية جمال علي موسى فقد نظر للحملة الانتخابية من الباب الموضوعي بالتأكيد ان النشاطات المنظمة من قبل الأحزاب بما فيها جبهة العدالة قد سادها الكثير من الفتور وهي تختلف في تقييمه من شخص لآخر ومن تجمع لآخر حيث تجنب متصدرو القوائم الانتخابية تنظيم تجمعات شعبية ما عدا تلك المنظمة من قبل زعماء الأحزاب وتم الاكتفاء باللقاءات الجوارية والمباشرة مع المواطنين لشرح البرامج الانتخابية وتوزيع المطويات والمناشير. وقال علي موسى انها الوسيلة التي اعتمدها مرشحو جبهة العدالة والتنمية للشيخ عبد الله جاب الله كطريق ثان للتواصل مع المواطن. عن أسباب هذا الفتور وعدم التفاعل الكبير للمواطنين مع مجريات الحملة الانتخابية وعلى البرامج الانتخابية للأحزاب، ربط جمال علي موسى الموضوع بالاوضاع الاجتماعية المتردية للمواطن الذي فقد الأمل في التغيير على الرغم من اقتناعه بان طريق الصندوق هو السبيل الوحيد لذلك. وفي سؤال عن طبيعة هذا الفتور وهل هو مؤشر على ضعف المشاركة في الاستحقاق القادم أبدى محدثنا توجسا من الموضوع إلا انه حافظ على تفاؤله في المشاركة القوية وعدم الحسم النهائي في نوايا واتجاهات الناخب الجزائري الذي كثيرا ما عبر عن حضوره القوي وفاجأ العالم خلال المواعيد الانتخابية يضيف محدثنا الذي راهن في النهاية ان جبهة العدالة والتنمية ستحصد مقعدين بالولاية على أدنى تقدير.