شرع أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بمرسيليا وضواحيها في تأدية واجبهم الوطني في إطار تشريعيات 10 ماي 2012 لاختيار مرشحين لتمثيلهم في المجلس الشعبي الوطني. وقد فتحت المكاتب ال 5 المخصصة للتصويت على الساعة الثامنة صباحا إلى غاية العاشرة ليلا بحضور المراقبين وممثلي الأحزاب السياسية، وذلك بالمركز المعتاد (Parc Chanot)، حيث عرفت العملية إقبالا كبيرا للناخبين، وتخصيص عدد هائل من الحافلات من مختلف المناطق المجاورة لمدينة مرسيليا، ونظرا لكثرة الإقبال وبغرض رفع الضغط على الناخبين والمشرفين على مكاتب الاقتراع تم فتح مكتبين آخرين بنفس المركز. وقد لوحظ بعض التجاوزات المعزولة من طرف بعض ممثلي الأحزاب، مما أدى إلى توتر أعصاب المترشحين وأوقفوا العملية مؤقتا في مكتبين إلى غاية تسوية الوضعية من طرف لجنة القضاة. وما تجب الإشارة إليه أن أغلب المقبلين على صناديق الاقتراع كانوا من كبار السن، أما الشباب فلم يكن متحمسا لأداء واجبه الوطني. غير أن ما أعطى صورة جميلة لانتخاب الجالية في مرسيليا زغاريد النساء التي ترتفع في السماء مدوية من حين إلى آخر وكذا الأعلام الوطنية التي زينت المنظر وسيطرت على الموقف، حيث جعلت من الانتخابات عرسا حقيقيا، لا سيما وأن الانتخابات التشريعية تزامنت مع احتفالات ال 8 ماي 45 التي اعتادت عليها مرسيليا وإقامتها بالميناء العتيق (VIEUX PORT) وقد حضرت كل القنوات التلفزيونية والإذاعية الفرنسية والأجنبية الأخرى بما في ذلك الجزائرية. .. وفرحة عارمة في أوساط الجالية بعد فوز هولاند بمجرد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الفرنسية، وفوز «فرانسوا هولاند» على منافسه «نيكولا ساركوزي»، عمت الفرحة شوارع مدينة مرسيليا بخروج جموع الجالية، حيث طغى العلم الجزائري على كل التجمعات والمسيرات، الذي رفرف عاليا، وهو ما يدل على قوة تضامن الجالية الجزائرية وتبرهن على أنها قادرة على تغيير المسار عندما تريد. وما جعل الجالية تعبر عن فرحتها بهذه الطريقة، الحقد الذي يكنه ساركوزي للإسلام، وقضية اللحم الحلال التي أحدثت ضجة كبيرة في أوساط الجالية المسلمة بفرنسا، وما زاد الطين بلة، والقطرة التي أفاضت الكأس، ما يعرف بقضية «مراح» التي تبدو مفتعلة ومحبوكة، واستعمالها في حملته الانتخابية، حيث ينتظر الجزائريون انتقال الحكم إلى الرئيس الجديد «فرانسوا هولاند» يوم 15 ماي في حفل رسمي، حيث يستلم الرقم السري للملف النووي والملفات الثقيلة الأخرى، لتظهر الحقيقة. وقد تواصلت الفرحة إلى غاية سماع كلمة «هولاند»، التي نقلت على المباشر عبر شاشات كبيرة في أهم الشوارع وبالأخص الحي المشهور الميناء العتيق .(Vieux Port) ومن أهم الملفات التي يدرسها «هولاند» بعد توليه الحكم، ملف التعليم وملف البطالة وملف التقاعد وهي ملفات تهم كل المواطنين الفرنسيين بدون استثناء، وكان الرئيس ساركوزي قد قلص من مناصب الشغل في قطاع التعليم، وكذا ملف التقاعد الذي وعد بإعادة دراسته، حيث يعيد خفضه إلى 60 سنة بالنسبة للذين بدأوا الشغل مبكرا، ومن جهة أخرى رفع منحة الدخول المدرسي بزيادة 25٪. وكان هولاند قد أعلن أن أول زيارة سيؤديها ستكون لألمانيا بعد أن كانت «ميركل» رفضت استقباله كمترشح للرئاسيات، كما تلقى دعوة من الرئيس «أوباما» لزيارة الولاياتالمتحدة.