أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، اسماعيل ميمون أول أمس، أن السياحة الخضراء قادرة على رفع تحديين هامين تواجههما السياحة العالمية وهما تنويع العروض السياحية وتكريس مفهوم السياحة المستدامة، داعيا الدول العربية إلى إضفاء العلامة الخضراء على المناطق المؤهلة لاستقبال السياحة الخضراء، و إعداد مواثيق السياحة الخضراء تتضمن بعض القواعد والمبادئ العامة الواجب احترامها من طرف كل المتدخلين والعمل على تكثيف تبادل التجارب والخبرات بينها. وقال ميمون، في مداخلة له خلال افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول «السياحة الخضراء»، نظم بفندق الشيراطون غرب العاصمة، إنه «بغض النظر عن تحديد المفاهيم العامة للسياحة الخضراء، واستعراض التجارب الدولية والعربية وتبيان انعكاسات ممارسة هذا النوع من السياحة»، فإنه يبدو لنا «أنه من الضروري التركيز كذلك على الدور الذي يمكن للسياحة الخضراء أن تلعبه كإحدى آليات رفع التحديات التي تواجه السياحة العالمية، خاصة فيما يتعلق بإشكالية تنويع العروض السياحية وإدراج البرامج التنموية للسياحة في إطار معايير الاستدامة». وأشار ميمون، إلى أنه في الوقت الذي سجلت فيه السياحة العالمية نتائج معتبرة لعدد السواح المتوافدين على مختلف الوجهات السياحية، حيث قدرت حسب آخر إحصائيات المنظمة العالمية للسياحة بحوالي 980 مليون سائح سنة 2011، إلا أن السياحة تواجه في العالم تحديات جديدة ومصيرية أصبحت تشد انتباه الخبراء والباحثين وتثير قلق أصحاب القرار، من بينها تنويع العروض السياحية بصفة واسعة وإستعجالية لتفادي الضغط على نفس المتاحات السياحية. وفي هذا السياق، أبرز ميمون أهمية السياحة الخضراء ودورها في ايجاد عروض سياحية بديلة «بحكم ارتباطها بالانشغالات الإيكولوجية»، وهو ما «سيعطي نفسا جديدا للسياحة العالمية من خلال الإستقطاب المتزايد لسواح لهم ارتباط خاص بالطبيعة»، كما سيسمح تطوير هذا النوع من السياحة وفق ضوابط وشروط مسبقة من «ترسيخ مفهوم ثقافة السياحة المستدامة من خلال إخراجه من طابعه النظري و فرضه كطريقة عمل يلتف حولها صناع القرار والفاعلين السياحيين والمجتمع المدني». وفي الوقت الذي أقر فيه بأهمية السياحة الخضراء، ودورها في تحريك الاقتصاد والتنمية، أكد ميمون ان السياحة الإيكولوجية في العالم العربي لا يتم استغلالها كما يجب، رغم تمتع العالم العربي من الخليج إلى المحيط بقدرات سياحية تمزج بين المؤهلات الطبيعية والتراث الحضاري والثقافي الذي يجعل من هذا الجزء من العالم كتابا مفتوحا على تاريخ الإنسانية ومفترق طرق بين الحضارات. واعتبر الوزير ميمون، أن نجاح السياحة الإيكولوجية بالعالم العربي مرهون بمدى «قدرتنا على التقيد بالتخطيط الصارم لمسار النهوض بهذا النوع من السياحة من خلال التحكم خاصة في برامج العمل و إخضاعها إلى قواعد الحكم الراشد والمراقبة لتفادي الإنزلاقات، التحكم في برامج العمل واخضاعها إلى قواعد الحكم الراشد والمراقبة، السعي نحو تطوير السياحة الخضراء بفروعها المختلفة (السياحة التضامنية، السياحة العادلة، السياحة المسؤولة) في «ظل شراكة رباعية الابعاد ، سلطات عمومية فاعلين سياحيين وسلطات محلية وأهالي مستقبلة للسواح». كما يستدعي تنمية السياحة الخضراء حسب ذات المسؤول، «اعداد دراسات دقيقة دوريا وعدم المساس بالتوازنات البيئية والتنوع البيولوجي، واحترام ارتباط السكان بمحيطهم وبيئتهم ومراعاة العمل على اعداد برامج خاصة لتكوين المتعاملين والقائمين، وتصميم وتسويق هذا النوع من السياحة وتكوين مرشدين متخصصين ومسؤولين اكفاء، والعمل على تحسيس السكان وإشراكهم الفعلي في هذه العملية و كذا تحسيس السواح وتهذيب رؤيتهم للبيئة».