أكد الملحن القدير قويدر بوزيان في حديث ل «الشعب» أن الظروف ليست متاحة للملحن لتقديم أعمال في المستوى المطلوب، مشيرا إلى أنه ينقصنا وعي فني وثقافي صادق، حيث اختلط الحابل بالنابل، وأي كان أصبح يكتب أو يغني أو يلحن، وهو ما أدى يقول إلى ذهاب المقاييس وإهانة سلم الدرجات والقيم.. @تعمل حاليا إلى جانب الشاعر أحمد شنة في المرصد الوطني للفنان، الذي أنشئ حديثا، في اعتقادك ما الذي يمكن أن يقدمه هذا الأخير للفنان الجزائري؟ @@المرصد الجزائري أنشئ من قبل الفنانين، ويترأسه وينشط فيه نخبة من الفنانين، هو عبارة عن منبر لمراعاة الفن بصفة عامة، بحيث ينشط تحت رعاية أكاديمية المجتمع المدني الجزائري، ويقال أن أهل مكة أدرى بشعابها، فحين ينشأ مرصد من قبل فنانين على دراية بالهموم والمشاكل وواعون بالحلول الممكنة ويسطرونها، لا أظن بأنه لن ينجح، لأن المركز أولا يفكر في تكوين الفنان ورعايته في فترة تقاعده، إلى جانب برمجة مختلف أنواع الفنون، وكيفية تمثيل الجزائر خارج التراب الوطني، وإبراز الهوية الوطنية، وكيفية المحافظة على التراث، وذاكرة الأمة، وهم ما سيولد الغيرة عند المستمع والذواق والشعب عامة، وأظن أن هذه مرامي وأهداف وغايات المرصد. @تعاملك مع الفنانة المغربية فاتن هلال بك، يعد أول عمل لك في إطار المرصد؟ @@هو ثالث عمل لي، حيث دعونا في البداية الفنانة التونسية درة بشير، في إطار مد جسور التواصل بين البلدين، وأدينا معها عملا، ونحن ننتظر عودتها لتسجيل أغنية من كلمات الشاعر أحمد شنة الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري. والنشاط الثاني للمرصد هو «جرب الحب» من أداء المطربة المغربية التي تقلدت منصب سفيرة الطفولة في المغرب العربي «أسماء لزرق»، حيث سجلنا العمل معها في الأستوديو، ونشطت حفلا في قاعة الموقار. كما كان لدينا برنامجا كثيفا داخل وخارج العاصمة بالبليدة، وتيبازة، حيث صورنا بها كليبات، أما ثالث عمل فقد كان مع الفنانة «فاتن هلال بيك» لتسجيل أغنية «راجع حسابك» من تأليف أحمد شنة، وقد أحيت في مستغانم حفلا بمناسبة عيد المرأة. ومازالت هناك عدة أعمال وأنشطة داخل وخارج الوطن، وبرامج مسطرة، ولدينا بعد شهر ماي تجمعا يضم كل شرائح الفنون، لأن المرصد يهدف إلى لم شمل جميع الفنون من الرسم إلى التمثيل إلى المسرح والشعر والموسيقى والطرب.. @لاحظنا تعامل المرصد مع فنانين من خارج الوطن، ما الذي يمكن أن يقدمه العمل المشترك للفنان والملحن على وجه الخصوص؟ @@نحن أحيينا السُنة الحميدة التي كانت في الماضي، حيث كان يقام حفل مباشر بين تونس والمغرب والجزائر في القناة الداخلية للتلفزيون، وكان يبث في ثلاثة عواصم مغاربية، بحيث أن الفنانة القديرة سلوى لحن لها عبد الوهاب الدكالي، والفنان أحمد حمزة أدى أغنية جزائرية وغيرها من الأعمال المشتركة. الجسور التي كانت مربوطة وقع فيها فقط بعض الخمول، ونحن نعمل على إحيائها من جديد، وإزاحة الغبار عنها لخدمة ذاكرة المغرب العربي، وخدمة أواصر المحبة. أرى أن هناك حدود وهمية، فنحن لدينا لسان عربي، دين واحد وتراث واحد، كما نشترك في العادات والتقاليد، ففكرنا نحن الفنانين أن تأتي المبادرة منا وليس من السياسيين لتوحيد المغرب العربي، لأننا نشعر بأن ما يبلغه الفنان بعفويته أبلغ من الذي يوصله السياسي. @ كيف تنظر إلى واقع التلحين في الجزائر، وهل الظروف متاحة للملحين لخدمة الفن في الجزائر؟ @@الظروف ليست متاحة للفنان، لأنه ينقصنا وعي فني وثقافي صادق، فقد اختلط الحابل بالنابل، وأيّ كان يكتب أو يغني أو يلحن، المقاييس ذهبت وسلم الدرجات والقيم أهين. لم تعد هناك غيرة على المهنة، فالتلحين مهنة احتراف وموهبة، ومن يهينونه هم أصحاب اللامهنة والدخلاء الذين يعيثون فيه فسادا. @وأين يكمن الحل في اعتقادك لتطهير الساحة الفنية بشكل عام من الدخلاء؟ @@أن يكون من أمثال المرصد كثير، والإكثار من الاجتماعات واللقاءات، فمن ينظف البيت هم أصحابه، لأنهم أدرى به. فالدخلاء لا يهتمون بذلك فيهينون البيت ويهدمونه، ويتجلى لهم بأن الأمر عادي، وهو ما يحدث مع الفن في الجزائر، لذلك وضعنا في المرصد خبراء ومختصين في كل المجالات الفنية للنهوض بالدرجة الأولى بالثقافة في الجزائر.