يواجه سكان دوار الكواملية في بلدية الغمري بدائرة المحمدية ولاية معسكر، كارثة بيئية حقيقية بسبب تدفق المياه القذرة من الحفر الصحية والمطامير التي يستعملونها لصرف مخلفاتهم. اشتكى سكان دوار الكواملية بالغمري من تدفق المياه القذرة في الممرات التي يسلكونها، نتيجة امتلاء الحفر الصحية التي يستعملونها كوسيلة بدائية لصرف مخلفاتهم البيولوجية والمياه المستعملة، حيث تحوّلت طرق هذا التجمع السكني الريفي المعزول الى برك من المياه القذرة، تنبعث منها روائح كريهة تسد النفس، زيادة على أنها تحولت إلى ملاذ للزواحف وأنواع القوارض السامة. وضعية استدعت من سكان هذا الدوار المطالبة بتدخل السلطات المحلية من أجل معالجته ووضع حد نهائي له بعد أن أثّر سلبا على صحتهم، حيث أصبحوا عرضة لمختلف الأمراض الخطيرة والأوبئة المستعصية لاسيما تلك المتنقلة عبر المياه. وأوضح سكان دوار الكواملية، أنه إضافة الى محيطهم البيئي المتعفن بسبب القاذورات السائلة المتدفقة في كل مكان، لم تعد الطرق الترابية في هذا التجمع السكني الريفي صالحة للعبور بسبب كثرة الوحل الحفر، داعين مصالح بلدية الغمري الى الإهتمام بانشغالاتهم الملحة، وتخصيص برامج تنموية لفائدة دوار الكواملية الذي يعاني من مشاكل أخرى لا حصر لها نتيجة غياب ضروريات الحياة الكريمة، بداية من إنعدام شبكة التطهير وشبكة مياه الشرب الى شبكة الغاز الطبيعي والإنارة العمومية، حيث يضطر سكان دوار الكواملية الى قطع مسافات طويلة من أجل اقتناء مياه الشرب في وسائل أصبحت هي الأخرى تهدد صحتهم، زيادة الى معاناتهم لاقتناء قارورات غاز البوتان. وعبّر هؤلاء السكان في شكواهم ل «الشعب»، عن تذمّرهم من إقصاء دوار الكواملية من مختلف البرامج التنموية التي خصصتها الدولة لمناطق الظل، تحفظ لهم حق العيش الكريم في ظروف قاسية أشبه لأن تكون بدائية.