توفيق عامر ملحن وموزع موسيقي، تعامل مع العديد من الفنانين الجزائريين المعروفين، فمعظم أعماله في الميدان الفني كانت ل80 في المائة من المغنيين البارزين في الجزائر، أمثال نعيمة الجزائرية، فلة عبابسة، نعيمة عبابسة، كريم مصباحي، الشاب عقيل، الشاب خلاص، الشاب رشدي وغيرهم، حيث أن انتاجات هؤلاء الفنانين نجحت في سوق الأغنية الجزائرية. بداية كيف يرى الملحن الكبير توفيق عامر حال مشايخ الأغنية الجزائرية؟ الفنانون الجزائريون الكبار أو مشايخ الطرب تبقى نكهتهم الخاصة في الميدان الفني، وأنا اعتبر نفسي من الفنانين الذين يعدون في نهاية مسيرتهم الفنية، وعلينا ترك الفرصة للشباب حتى يخرجوا مواهبهم وإبداعاتهم، ورسم أسماء لهم في هذا الميدان وليس إبقاؤه حكرا على بعض الفنانين. فالجزائر تمتلك وتحوي طاقات شبانية هائلة، ونحن كأبناء الفن نرى ونكتشف في كل مرة شباب يمتلك مواهب وإبداعات خارقة للعادة، إلا أنها بعيدة عن الأضواء، ويعود هذا إلى أسباب لا أريد الخوض فيها فالكل يعرفها. حسب رأيك، ما هي انجح السبل لتحقيق النجاح في عالم الفن؟ اتمنى فتح سبل التواصل والاحتكاك بيننا كفنانين لدينا خبرة في الميدان وبين الشباب، وبالتالي يبقى دورنا هو توجيههم لإكمال مشوارهم وعدم الوقوف في وجه هذه الإبداعات وكسرها بطريقة أو بأخرى. ويبقى الطريق الأمثل لوصول الفنان إلى مستوى الشهرة هو درايته وإلمامه بالدرجة الأولى بمبادئ الموسيقى، فالفنان الذي يريد أن يصل إلى ما يصبو إليه عليه بدراسة وقراءة الموسيقى، فالموهبة وحدها لا تكفي، بل عليه أن يتيقن أن الموسيقى تّكتب وتّقرأ، وهذا هو الشيء الذي يميز الدول الرائدة في الميدان الفني عموما. نفهم من كلامك أن الفنانين الجزائريين يعانون التشتت؟ لابد من وجود تبادل بين الفنانين حتى يكوّنوا عائلة واحدة وليس ان يكونوا مشتتين، فالتشتت في الوسط الفني هو اكبر سبب لعدم نمو وتطور هذا الميدان، كما هو جاري في الدول الأخرى حيث أن هناك تعاون بين الفنانين، ويبقى المشكل القائم في هذه النقطة هو غياب فضاءات تجمع الفنانين، فبصراحة نحن فنانو الجزائر متشتتون لأقصى الحدود، هناك من يلتقون بعد 12 سنة وبالصدفة، وفجأة نسمع فلان مات بعد عناء في المستشفى، وهنا اؤكد ان الفنانين الجزائرينن لا يعرفون مادا يجري وما مستجدات عالمهم الفني. وماذا عن الفن اليوم؟ هناك تهميش كبير لاسماء فنية جزائرية خدمت وقدمت الكثير للفن الجزائري، الا ان الشيء الايجابي انه في السنوات الاخيرة لاحظنا التفاتة طيبة لفنانينا، حيث هناك عدة تكريمات، فقبل 10 سنوات كان الفنان في وضع كارثي، حيث انه لم يكن مهمش فحسب بل كان مدفونا، الا ان في السنوات الاخيرة نلاحظ هناك تحسن. ونحن ننتظر تجسيد قانون الفنان على ارض الواقع، حيث يصبح الفنان مؤمنا، ونتمنى ان تكون الوعود عند حسن ظننا وليست مجرد كلام او حروف على ورق. فنحن كفنانين كافحنا بفننا وقدمنا الكثير للساحة الفنية الجزائرية، واذا تكلمت عن توفيق عامر في عطائه فهناك أسماء تعلمنا على أيديها وتركت تراثا زخما، تركتنا في صمت وكثيرون من عانوا وتركوا المعاناة لابنائهم، وهذا شيء مؤسف، حيث ان هذه القامة الفنية، من الممكن، ان تجد ابناءها ليس لديهم مصدر يسترزقون منه، وهنا لابد على الجهات المسؤولة ان تلتفت الينا، فالفنان شمعة تضوي لكنها تحترق. الكثير من ابناء الفن يرون ان الاغنية الجزائرية في تدهور، مارأيك؟ اقول ان الهدوء والعمل الجاد هو الذي يساعد أي فنان في التفاني في عمله، فللاسف هناك بعض الاغاني لا يستطيع الشخص سماعها في وسطع العائلي بسبب الكلمات الرديئة وغير الاخلاقية التي تحويها وانا اقول ان هذه الاغاني ولو صنعت ضجة وحققت مبيعات فهي لا تمت بصلة بالفن، لذا فمراقبة العمل الفني نقطة ايجابية لحماية فننا.