إبداع غير متناهٍ... إنها إحدى الصفات القليلة أو ربما النادرة التي تتوفر لدى بعض الشخصيات الفنية الموزعة هنا وهناك عبر العالم، والتي سجلت حضورا قويا ونقشت اسمها بحروف من ذهب على غرار الفنان المتكامل ''ياني'' صاحب المعزوفات الجنونية الذي يتسمر المستمع إليه طويلا وهو يشاهد فعلة الإبداع تسري في جوقه العريض الذي يتعدى 100 شخص، يعزفون السمفونيات والكلاسيكيات على مختلف الآلات الموسيقية العصرية منها أكثر من التقليدية في أجواء من التناغم التي تشد انتباه المشاهد. في الجزائر أيضا توجد الكثير من الشخصيات المبدعة، منها من اختار البقاء في الظل وآخرون لم تكن الظروف مواتية لكشف وجههم الإبداعي، وآخرون قدموا الكثير إلا أنهم لم ينالوا حظهم من الظهور، فغالبا ما تعجبنا الأغنية بصوت المؤدي الفلاني وقليلا ما نسأل عن مؤلفها وملحنها، اللذين بذالا جهدا كبيرا لتقديمها بوجهها المميز، فالكل مثلا يعرف أغنية ''مازلني أعلى ديداني'' للمغنية نعيمة الدزيرية التي نالت بها شهرة كبيرة إلا أن القليل فقط يعرف أنها للملحن المميز توفيق عامر، الذي صنع بدوره نجاح العديد من الأصوات الفنية والمئات من الأغاني المتوهجة في مختلف الطبوع الفنية الجزائرية على غرار الشاوي، الراي، السطايفي، القبائلي والذي مازال يحمل الكثير من الإبداع في جعبته الفنية، حيث اختار ولوج عالم الموشحات والطرب وهو الأمر الذي يعكس عبقرية المبدع الجزائري الذي يمكنه اقتحام كل الطبوع الفنية بلا خوف أو تردد.