تستضيف ولاية بومرداس للمرة الثانية أحد أهم التظاهرات والتجمعات للنوادي الخضراء في الجزائر، وذلك من خلال حجم المشاركة التي كانت قياسية بحضور جمعيات ونوادي يمثلون كل ولايات الوطن تقريبا. ويعني هذا أهمية الحدث والادراك بحجم الخطر الداهم الذي يتربص بالمجتمع بعيدا عن الرقابة والمتابعة الفعالة من قبل الهيئات الادارية وبالخصوص مديريات البيئة المكلفة اساسا بهذه المهمة التي سجلت غيابها في هذه التظاهرة كطرف اساسي بامكانه التنسيق المشترك مع باقي فعاليات المجتمع المدني. وتمثل المجتمع المدني النوادي والجمعات المهتمة بالبيئة التي بادرت من منطلق اضعف الايمان ان تثير اشكالية تدهور المحيط البيئي والبيولوجي ومحاولة اثارة الرأي العام الوطني بضرورة المساهمة الفعلية في الحفاظ على هذا المجال مع دعوة المواطن ان لا يكون طرفا سلبيا في هذه المعادلة من حيث عدم اكتراثه للخطر ومساهمته في تلويث المحيط بسبب عدم احترامه لأماكن رمي النفايات والاوقات المحددة لذلك. وبالتالي هي مهمة تحسيسية لغرس ثقافة احترام المحيط العام قبل توجيه اللوم الى السلطات المحلية التي تتحمل الجزء الاكبر في هذا الوضع المتردي بسبب عجزها في الكثير من البلديات في كيفية تسيير مفرغات عمومية وحتى ايجاد اماكن للتفريع بعيدة عن التجمعات السكانية من اجل عدم التأثير على صحة المواطن. كما تبقى عملية اسهام واشراك اصحاب المؤسسات والشركات الصناعية في مثل هذه التظاهرات ذات اهمية قصوى بالنظر الى نسبة المخلفات الصناعية السنوية المقدرة بالاطنان التي ترمى في الطبيعة والاودية اغلب هذه النفايات لا يمكن استرجاعها بسبب غياب مراكز الردم التقني المخصصة لهذا الغرض التي لا تزال مطلب المواطن لتقليص نسبة التسممات الناجمة عن المواد الكيمائية المرمية عشوائيا