القانون سيطبّق ب»صرامة» في حالة ثبوت الجريمة أكد الوزير الأول، عبد العزيز جراد، أمس، من أعالي جبال قوراية غرب ولاية تيبازة، أن «فرضية الفعل الإجرامي غير مستبعدة» بعد الحرائق المهولة التي اندلعت، أول أمس الجمعة، بعدد من مناطق الوطن سيما منها بغابات المنطقة التي تسببت في مقتل شخصين، مشددا على تطبيق القانون ب «صرامة». في تصريح صحفي لدى وقوفه على الوضعية قال الوزير الأول الذي كان مرفوقا بقائد الدرك الوطني، العميد نور الدين قواسمية والمدير العام للأمن الوطني، خليفة أونيسي، إنه «قرر الوقوف شخصيا» على الوضعية بالولاية تضامنا مع المتضررين، معلنا عن فتح «تحقيق عميق» لمعرفة أسباب الحرائق التي أدت أيضا إلى اختناق العديد من المواطنين وإلى خسائر مادية معتبرة. وبعد أن أعرب الوزير الأول عن أسفه لفقدان ضحيتين وإصابة أكثر من 50 شخصا آخرا جراء الحرائق، أكد أن ظاهرة حرائق الغابات «ستتغلب عليها الدولة وسيتم تطبيق القوانين والتنظيمات بصرامة ووفق مقاربة استباقية»، مشيرا إلى أن الحرائق «إمتدت على طول التراب الوطني من الغرب إلى الشرق وفي نفس التوقيت ما يجعل من السؤال عن فرضية الدوافع الإجرامية أمرا منطقيا». وأضاف أن الدولة «تعمل وفقا للأولويات حيث يتم حاليا كأولوية قصوى، العمل على إخماد الحرائق وحماية الممتلكات وحياة الأشخاص ثم إعداد حصيلة خسائر وطنية وفي كل ولاية بدقة، قبل المرور إلى تعويض المتضررين». وفي هذا السياق، تحدث جراد عن «تعويض الفلاحين المتضررين سواء ما تعلق بالمحاصيل الزراعية أو الثروة الغابية» من هذه الحرائق، داعيا المواطنين الى ضرورة «التجنيد في عمليات توعوية لمجابهة أي عملية تهدف الى المساس بأملاكهم وبأمن الوطن وتهدف لزرع الفتنة». وبعد أن أكد جراد أن المواطن يعد «العمود الفقري لكل مبادرة تقوم بها الدولة»، سجل الوزير الأول أن الحرائق التي تصل إلى المحيط العمراني والمناطق الآهلة بالسكان هي «ظاهرة جديدة» و»تشكل خطرا على حياة الأشخاص»، قبل أن يعبر عن أسفه الشديد على وفاة ضحيتين وعن تضامنه مع عائلتيهما. وتنقل جراد الى منزلي ضحيتي الحرائق لتقديم تعازي الحكومة لأفراد العائلتين وتعهد بأن «المجرمين سيدفعون الثمن غاليا، على اعتبار أنه يفترض أن تكون الحرائق عملا إجراميا يراد به الإضرار بالوطن والمواطنين»، مشددا على أن الدولة «واقفة» و»ستتحمل جميع مسؤولياتها للتصدي لمثل هذه الجرائم». وكان الوزير قد كتب على موقعه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» إنه «لا تسامح» مع أعداء الحياة والمتربصين بالوطن إذا ما أثبتت التحقيقات أن حرائق الغابات التي شهدتها عدة مناطق من الوطن خلال ال 24 ساعة الأخيرة «مدبرة». وقال في هذا الصدد: «اليد باليد نسترجع الغابات... لا تسامح مع أعداء الحياة.. الغابات رأسمال اقتصادي وبيئي للجزائريين كافة لن نرضى بالتفريط فيه». وتوعد جراد أنه «في حال ما أثبتت التحقيقات أنه مدبر ومقصود فلن نتسامح مع أعداء الحياة والمتربصين بالوطن» مطمئنا بالقول : «سنواجه الحرائق الطبيعية بالتشجير وكل شجرة ضاعت سنعوضها».